[ترجمة الحسن بن محمد بن الحنفية وأخيه عبدالله]
  وكان إذا ركبه علم أعداؤه أنه يريد مباشرة القتال بنفسه في يومه، فإذا ركب غيره اطمأنت نفوسهم بأنه لا يقاتل بنفسه في ذلك اليوم.
  وبرز له رجل ذات يوم في بعض حروبه فرفع الرجل يده بالسيف ليضربه فأهوى بيده فقبض بها على يد الرجل على مقبض السيف فهشم أصابعه.
  وقال أبو عبدالله اليمني ¦: كنت أسمع الهادي # كثيراً ما يقول: أين الراغب؟ وأين من يطلب العلم؟ إنما يحبنا مجاهد راغب في فضله، متحر ما عند الله بجهده، ولعمري إنه لأكبر فروض الله على عباده، وأحق ما كان من تقدمة يده، ولكن لو كان مع ذلك رغبة في العلم فبحثوا لصادفوا من يحيى بن الحسين علماً جماً.
  وحكى علي بن العباس ¦ قال: دخلت على يحيى بن الحسين # وقد تدرع وتسلح والشموع بين يديه وهو يريد قتال القرامطة، وذلك بُعَيْد السّحَر وقد بلغه اجتماعهم وهجومهم بقضهم وقضيضهم فوجدته مفكراً مطرقاً، فقلت: يظفرك الله بهم أيها الإمام ويكفيكهم فطالما قد كفى.
  فقال: لست أفكر فيهم فإني أود أن يكون لي يوم كيوم زيد بن علي # ولكن بلغني عن فلان - وذكر بعض الطالبية - كذا وكذا من المنكر فغمني ذلك، فقال بعض من حضر: ويفعل كذا وكذا؟! قال: سوأةً لذلك الشيخ. وكان لا يحزنه إلا ظهور المعاصي وضلال الأمة.
  ولما حق على جيشه الهزيمة يوم أتوه، بأسباب خيانة جرت من بعض من كان معه وبقي في آخر الناس ولحقته فرسانهم وكان من عرفه قل طمعه فيه فجعلوا يطعنونه وهو ينحي الرماح بسوطه، فقال بعض أصحابه: يا سيدي سل سيفك.
  فقال: ما كنت لأسله إلا أن أضرب به، فعاجله رجل برمحه، فلما ثبت فيه ثنى يده فكسر السنان ورمى به في وجه الرجل.
  وكان يعود المرضى من أصحابه بنفسه، ويداوي الجراحات بيده.
  وروى السيد أبو طالب # قال: حدثني يوسف بن أحمد بن كخ، قال: