[ذكر أيام القاهر بالله العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]
[ذكر أيام القاهر بالله العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]
  وقام بأمر الملك بعده الملقب بالقاهر بالله، أبو منصور محمد بن المعتضد، وأمه: قبول أم ولد. بويع له يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر شوال سنة عشرين وثلاثمائة، وكان ألثغ شديد الإقدام على سفك الدماء بغير بصيرة ولا برهان، أهوج يأكل التراث أكلاً لما ويحب المال حباً جماً، قبيح السياسة، سيء الظن، وصادر جماعة من أمهات أولاد المقتدر وأولاده.
  وتحيرت أم المقتدر وعلقها بفرد رجلها بحبل البرادة(١) ثم تسلمها علي بن مليق فأقامت عنده عشرين يوماً وماتت لما كان قد لحقها من العذاب.
  فهذا فعل إمام فقيه الخارقة في نساء أبيه وأمهات أولاد أبيه وأولاد أخيه؛ فمن يرى من كلاب الروم أو طواغيت الهند يفعل مثل هذا؟
  وحبس أولاد أخيه وكانت مدته قصيرة يسيرة وأحداثها طويلة كثيرة، أقام في الأمر سنة وستة أشهر وثمانية أيام، وكبس عليه الغلمان الساجية والحجرية فحبس.
[ذكر أيام الراضي بالله العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]
  وأخرج أبو العباس محمد بن المقتدر ولقب بالراضي بالله، وسمل عيناه وهو أول من سمل منهم، ولم يقصر الراضي بالله محمد بن المقتدر عن مساعي من تقدمه منهم في المعاصي والملاهي.
[الإمام الداعي الحسن بن القاسم (ع)]
  وفي أيامه كان قيام الداعي الحسن بن القاسم ¥ وبويع له يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان فأظهر من حسن السيرة في الأمور كلها من بسط العدل والإحسان إلى الناس عموماً ولخاصته إلى الأشراف وأهل العلم على طبقاتهم، وتسويغ حوائجهم، والتشديد على أهل العيث(٢) والفساد ما يضرب به المثل إلى الآن بطبرستان فيقال: عدل الداعي.
(١) البرادة كحبانة إناء يبرد الماء وكوارة يبرد عليها. انتهى من القاموس.
(٢) العيث الإفساد، فعطف عليه عطف تفسير. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.