كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام القاهر بالله العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 751 - الجزء 1

  وكانت له حروب مشهورة ووقائع معروفة مع الجنود العباسية الخراسانية، ومع ولدي الناصر، فقد كانا نازعاه وشغبا عليه واستظهر استظهاراً تاماً في تلك الجهات، وخطب له بنيسابور ونواحيها مدة من الزمان، وخطب له أيضاً بالري ونواحيها، وكان له عليها ماكان بن كالي، وكان على المسير إلى سرير الملك ببغداد، فانتقض عليه ذلك بخلاف من خالف عليه من بني عمه أولاد الناصر # ومن ظاهرهم من الجيل والديلم.

  ولما أحسوا من نفوسهم العجز عن مقاومته مع القوة العظيمة التي كانت فيهم ولجوا خراسان مستنصرين بالجنود العباسية الخراسانية وعقدوا الرئاسة عليهم لأسفار بن شيرويه وسودوا الأعلام تألفاً للعامة.

  وأنفذ معهم صاحب خراسان جيشاً عظيماً لما قد كان داخله من الفرق وأهل مقالته، فثناه عن ذلك وقد تخلل هذه الأحوال والقصص وقائع كثيرة وسطوات جمة أكثرها ينصر فيه الداعي # على عدوه.

  ووقعت بينه وبين ولدي الناصر # - بعد أن كانا على طاعته ثم خرجا عنها - حروب كثيرة، وكان أبو الحسين منهما لا تعادل شجاعته، وكان أبو القاسم جعفر وأبو الحسين أحمد ابنا الناصر # لما تحققا بالخلافة على الداعي لبس أبو القاسم القلنسية وادعى الإمامة وتسمى بالناصر، وكذلك من قام من أولاد الناصر إلى الآن لم يلقب إلا الناصر جرياً على عادة العجم في ملوكهم كقولهم كسرى لكل ملك من الفرس، وقيصر لكل ملك من الروم؛ فكان أكثر الوقعات عليهما الدبرة⁣(⁣١) وإن كانا قد ظهرا عليه في بعض الأحوال.

  وبعد ذلك توفي أبو الحسين فجأة من غير علة وتبعه أخوه فمات بعده بعلة يسيرة، وصفا له الملك اثنتي عشرة سنة وشهراً، وقد كان وجه الجيوش في لقاء الخراسانية الناهضة من نيسابور عليها إلياس بن محمد بن اليسع صاحب جيش


(١) الدبرة بفتح الدال بوزن تمرة: نقيض الدولة والعاقبة والهزيمة في القتال. انتهى أفاده القاموس، تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.