[السيد الإمام أبي العباس الحسني (ع)]
  خراسان، فتلقاه أبو الحسين أحمد بن الناصر # وهو يومئذ على طاعة الداعي إلى الله بموضع يقال له تتملله على ستة فراسخ من جرجان واصطف العسكران ووقع الطراد وتعاند الرجال وتنازل الأقران.
  فأظهر إلياس بن محمد نفسه ونادى الرجال المذكورين بأسمائهم يدعوهم إلى مبارزته فخرج إليه أبو شجاع بويه بن فناخسر، فقتله وانقض العسكر الخراسانية، ثم سار بعد مقتل إلياس سمحور الدواني في عسكر اجتمعت فيه جمرات خراسان، فتلقاه أيضاً أبو الحسين أحمد في موضع يقال له: حلاتين من سواد جرجان، فاقتتل الجيشان قتالاً عظيماً وانهزمت الخراسانية أقبح هزيمة بعد أن كثر فيهم القتل، ثم اجتمعوا وانضموا راجعين والديلم منتشرون قد انتقضت تعابيهم، وزايلوا نظامهم، وقسموا الغنائم فظهرت الخراسانية عليهم.
  وما زال الداعي # ظاهراً على الخراسانية إلى أن أشار عليه من أشار بقتل كبار الجيل وملوكهم لأحداث مثلها يقع من الرؤساء لإدلائهم بحق الرئاسة فقتل منهم سبعة وهم: هزهز، وسندان بن بير دار ملك الجيل خال مرداويح بن زيار، وابشام بن ودور، وفوهيار، وسهلان ابناه، وأبا منصور بن كفينا بن ورود أبي أخي بشام، وأبا جعفر بن علي دربان، والعباس بن حداكرد.
  فلما رأى باقي القواد والرؤساء ذلك لحقوا بالخراسانية وسودوا الأعلام عصبية لما لحق رؤساءهم وإن لم يتحققوا بمذهب الخراسانية ولا خالفوا اعتقاد الزيدية، فاشتد بهم خراسان وانتقض على الداعي ما كان يرومه من قصد بغداد بعد أن كان قد أشفى على ذلك.
[السيد الإمام أبي العباس الحسني (ع)]
  وكان في أيامه من أهل البيت $ أيضاً أبو العباس الحسني #، وهو: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ المتكلم الفقيه المناظر، المحيط بألفاظ علماء العترة أجمع، غير مدافع ولا منازع.