[ذكر أيام المستكفي العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]
  وصار تدبير الملك إلى الحسين بن حمدان ولقبه المتقي ناصر الدولة، وساروا إلى بغداد فأوصلوا المتقي إليها وقرروا له الأمر بها؛ فانحرف المتقي عن بني حمدان وخلع على تورون وصار التدبير إليه، وقامت الحرب بين سيف الدولة بن حمدان، وبين تورون.
  فانهزم المتقي إلى الموصل، وانهزم سيف الدولة، وعاد تورون إلى بغداد فراسله المتقي في الصلح فأجاب إليه وأقبل إلى تورون فاستقبله وقبل له الأرض وقبل يده ورجله وركب وسار معه، ونزل المتقي هو وحرمه في مضرب تورون.
[ذكر أيام المستكفي العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]
  فأنفذ تورون فأحضر عبدالله بن المكتفي وبويع له، وسُلِّم إليه المتقي، فأخرجه إلى جزيرة بقرب السندية، وسملت عيناه بعد أن أقيم بين يدي المستكفي، وسلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخلع.
  فليت شعري أهكذا أفعال الأئمة؟ أو هذه أحوال الإمامة وأحكامها؟ وأي الإمامين إمام الحق عند فقيه الخارقة الأول أو الآخر أو السامل أو المسمول؟ وكيف يكون ما هم فيه خلافة والأمة تروي عن النبي ÷ «إذا بويع لخليفتين قتل الآخر منهما» فكيف تعقد الخلافة للآخر وينكل بالأول بالسمل والعذاب.
[الإمام المرتضى محمد بن يحيى (ع)]
  ولما قبض الهادي # إلى رحمة الله تعالى وعظم الخطب على الإسلام وأهله بوفاته لنجوم القرامطة بأرض اليمن وتقوى أمرهم كما قال بعض الشعراء فيه في بعض مراثيه:
  كفى حزناً أنا فقدنا إمامنا ... على حين أمسينا نهاباً مقسما
  على حين أمسى المشركون بأرضنا ... يرونا لهم فَيْئاً حلالاً ومغنما
  وهي طويلة.