كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المهدي لدين الله محمد بن الإمام الداعي الحسن بن القاسم (ع)]

صفحة 764 - الجزء 1

  وولى في جميع نواحي العراق من الكوفة والبصرة وواسط والأهواز الفضلاء الكفاة، فتوفرت الأموال وحملت إليه؛ فعدل فيها ووفرها عليهم فصلحت أحوالهم.

  وكان معز الدولة ثلج الفؤاد بقربه كالنائب في بغداد له بلغه عن بعض أولاد الحسين # من أهل الجلالة والأخطار أذية لأبي عبدالله فأمر به أن يكبل في الحديد ثم يحدر إلى البصرة وينفى إلى عمان؛ حتى تشفع فيه # وعول في العفو عنه.

  وكان المعز خائفاً من جانبه لعلمه بفضله واستحقاقه، ويرى أنه أولى بمحل المطيع منه، وكان سلطان بني العباس سلطانه فهو يحب بقاءه مع علمه أن ذرية الرسول ÷ أولى بملك بني العباس منهم؛ فكان يحب أن لا يفارق بغداد ولو سلم إليه نصف المملكة، وابتهج الكل من العلوية وأهل الصلاح بولايته ووقعت التهاني وما يطول شرحه لو استقصيناه.

  فمن ذلك ما قال أبو الحسين الموسوي، أمر بها من واسط وهي أبيات مطبوعة ظريفة:

  الحمد لله على عدله ... قد رجع الحق إلى أهله

  كم بين من نختاره والياً ... وبين من نرغب في عزله

  يا سيداً يجمع آراءنا ... مَعْ كثرة الخلق على فضله

  ومن غدا يشبه آباءه ... في قوله الحق وفي فعله

  لو قيل من خير بني المصطفى ... وأفضل الأمة من نسله؟

  أشار بالأيدي إليك الورى ... إشارة الفرع إلى أصله

  يا ابن علي بن أبي طالب ... مثلك من دل على مثله

  نيلك في الأمر الذي نلته ... يزيد والله على نيله

  لو لم أقل بالنص في مذهبي ... وكنت كالقاطع من حبله

  لقلت قد قام إمام الهدى ... فاجتمع العالم في ظله