كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على ابن سكرة فيما ظهر منه من الأذية للعترة الطاهرة (ع)]

صفحة 772 - الجزء 1

  يسوغ أن ينسب إلى من يؤهل نفسه للخلافة على الأمة، ووراثة أحكام النبوة.

  وقوله: لا بيعة ردعتكم عن دمائهم؛ لأن بني هاشم قد كانوا عقدوا البيعة لمحمد بن عبدالله النفس الزكية، وكانت الدعوة إليه من بني العباس ولم تكن نفوسهم تحدثهم بأنهم يلونها بأنفسهم، وإنما يكونون أعواناً للعترة كما كان آباؤهم؛ لأن العباس ¥ لم يدعها لنفسه ولا ادعاها له في الأول غيره، ولما أوصى عمر لم يدخله في الشورى ولا عيب على عمر ذلك.

  وكانت أعلامهم قد كتبوا عليها اسم محمد بن عبدالله محمد يا منصور، ولأن العباس ¥ طليق في الحديث: إنها لا تثبت للطلقاء ولا لأولاد الطلقاء⁣(⁣١).

  قوله:

  هلا كففتم عن الديباج ألسنكم ... وعن بنات رسول الله شتمكم

  لأنهم لما صاروا ببني حسن عبدالله بن الحسن وإخوته وبنيه وبني إخوته إلى أبي جعفر اللعين إلى الربذة وأمر لعبدالله بن الحسن وهو في القيد فوقف في أدنى البساط، فقال له أبو جعفر: أدن إلى هنا يا ابن اللخناء؛ فرفع رأسه إليه، وقال: أي الفواطم تعني؟ لأن أمه كانت فاطمة بنت الحسين $ التي كانت تشبه بالحور العين، وجدته أم جده الحسن فاطمة بنت رسول الله ÷ سيدة نساء العالمين، وجدته أم جده علي بن أبي طالب # فاطمة بنت أسد كان رسول الله ÷ يدعوها بالأم، وكبر على جنازتها أربعين تكبيرة لأربعين صفاً من الملائكة، وكفنها في قميصه واضطجع في قبرها، وقال: «أما تكفينها في قميصي فبراءة لها من النار، وأما اضطجاعي في قبرها فليوسعه الله عليها»؛ فهذا معنى قوله: وعن بنات رسول الله ÷ شتمكم.


(١) قال ¦ في التعليق: قاله ابن عباس في جوابه على معاوية ذكر ذلك في شرح ابن أبي الحديد، وكذا قاله ابن عمر في جوابه على معاوية أيضاً، وروى نصر بن مزاحم عن علي، وابن عمر كذلك في جوابهما على معاوية أيضاً.