كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام الطائع لله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 773 - الجزء 1

  وقد أصابهم بجلد في قصص كبيرة وتارات كثيرة فهذا معنى قوله:

  ما نزهت لرسول الله مهجته ... من السياط فهلا نزه الحرم

  وأما قوله: كم غدرة لكم؛ فذلك ظاهر في سيرهم وتواريخهم يعرفها أهل العلم ولا يحاشون واحداً منهم، وقصة هارون مع يحيى مشهورة.

  ولما صفا الملك لبني بويه⁣(⁣١) معز الدولة وإخوته وصار الأمر إليه ولا منازع له فيه وإنما للمطيع الاسم لا غير طالت مدة المطيع لأنه لم يكن بد من إقامة خليفة للعامة يخطب له فأقام تسعاً وعشرين سنة وأربعة أشهر وأياماً.

[ذكر أيام الطائع لله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

  ثم خلع نفسه من الخلافة لغير سبب وقلد الأمر ولده أبا بكر عبد الكريم ولقبه الطائع لله، وكان ذلك في اليوم الثالث عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

  وكان سابقاً مجلياً في ارتكاب أنواع المعاصي قد أغلق عليها بابه ولم يهتم بما وراءه، وكان مستضعفاً كما كان أبوه، والملك والأمر إلى غيره معز الدولة في أيامه، ولما توفي قام بالأمر بعده ولده بختيار بن أبي الحسن معز الدولة بن بويه.

  وكان المتصرف في الملك بما شاء من غير نزاع، ولا يحاذر من صاحب


(١) قال ¦ في التعليق: وهم الذين قال فيهم علي #: (يخرج من ديلمان بنو الصياد) إشارة إليهم وكان أبوهم صياد السمك يصيد منه مايتقوت به هو وعياله بثمنه، فأخرج الله من ولده لصلبه ثلاثة ملوك ونشر ذريتهم حتى ضربت الأمثال بملكهم.

وقال فيهم: (ثم يستشري أمرهم حتى يملكوا الزورا فيخلعون الخلفاء، فقال له قائل: فكم مدتهم يا أمير المؤمنين، فقال: مائة أو تزيد قليلاً).

وقال فيهم: (والمترف بن الأجذم يقتله ابن عمه على دجلة) وهو إشارة إلى عز الدولة بختيار بن معز الدولة بن الحسين، وكان معز الدولة أقطع اليد، وكان ابنه عز الدولة مترفاً صاحب لهو وطرب وقتله عضد الدولة فناجز ابن عمه بقصر الجص على دجلة في الحرب وسلبه ملكه.

وأما خلعهم الخلفاء، فإن معز الدولة خلع المستكفي ... إلخ ماقاله ابن أبي الحديد، قال: وكان مدة ملكهم كما أخبر به #.