كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر ليلى بن النعمان الديلمي |]

صفحة 798 - الجزء 1

  لقد غال منه الموت ليث حفيظة ... وغيثاً إذا ما اغبرت الأرض ممرعا⁣(⁣١)

  بكين سيوف الهند لما فقدنه ... وأضحت جياد الخيل حسراً وصُلعا

  نعيت فتى الدنيا ومردي حروبها ... ومدرهها إن ناب خطب وأفضعا

  نعيت فتى قد كان يحمي ذماره ... ويقعص في الروع الكمي المقنعا

  فتى لم ير الراؤن في الناس مثله ... أشد وأحمى للمصاف وأشجعا

  وأقتل للأعداء في حومة الوغى ... وأحفظ منهم للحريم وأمنعا

  وقد كان سباقاً إلى كل غاية ... أبياً إذا ما سيم ضيماً سميدعا⁣(⁣٢)

  وكان قديماً يرتع البيض في الطلى ... فأصبح للبيض المباتير مرتعا

  وما زال ورَّاداً لكل عظيمة ... يظل لها قلب الشجاع مروعا

  فلم ير إلا في المعالي مشمرا ... ولم ير إلا في المكارم مرضعا

  دعا آل سامان إلى آل أحمد ... فيا شر مدعو ويا خير من دعا

  تنادى إليه الترك من كل جانب ... على كل حياس من الخيل أتلعا⁣(⁣٣)

  يقودون بحراً مرجحناً تخاله ... شماريخ رضوى أو شناخيب صلقعا⁣(⁣٤)

  فلاقاهمو كالليث يحمي عرينه ... وأوردهم حوض المنية مترعا

  يرى الموت حتف الأنف عاراً وسبة ... عليه ومجداً أن يموت مقطعا


(١) ممرعاً: أي منبت له.

(٢) السميدع بفتح السين والميم بعدها مثناة تحتية ولا تضم السين فإنه خطأ: السيد الكريم الشريف السخي الموطئ الأكناف والشجاع. انتهى قاموس، تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) حياس: الحيس الخلط. الأتلع: طويل العنق. انتهى أساس بلاغة.

(٤) مرجحنا: أي ثقيلاً. والشماريخ: جمع شمراخ رأس الجبل وأعالي السحاب. ورضوى: جبل بالمدينة. والشناخيب: جمع شنخوبه رأس الجبل. أفاده القاموس. وصلقع: اسم جبل. تمت.