كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر ليلى بن النعمان الديلمي |]

صفحة 799 - الجزء 1

  يجيب إلى الموت الزؤام ويتقي ... بغرته زرق المزاريق شرعا

  ولما رأى الأتراك ليلى تمزقوا ... كما صفع البازي القطا وتضعضعا

  وطاروا شلالاً والعوالي تنوشهم ... وقد صادفوا يوماً من الشر أشنعا

  فمن بين مقتول وآخر مقعص ... وقد عض منه السيف ليناً وأخدعا

  وذي رمق في صدره صدر مارن ... تراه بنامور الفؤاد ممنعا⁣(⁣١)

  مضمخة لبّاتُه بنجيعه ... كأن عليها أنهقانا وأيدعَا⁣(⁣٢)

  وأقبل ليلى وهو جذلان ناصح ... يزاول طِرفاً يملأ الطَّرفَ ممرعا⁣(⁣٣)

  يفلق هام المعلمين ولم يزل ... بهام الصناديد المذاويد مولعا

  ولم يبغ إلا السيف في الروع منجدا ... ولم يلتمس إلا إلى الموت مفزعا

  فبيناه يفري هامهم وشؤونهم ... ويسقيهمو بالحربة السم منقعا⁣(⁣٤)

  أتاه قضاء الله من حيث لا يرى ... فلم يستطع مما قضى الله مدفعا

  دهاه الردى من أرضه وسمائه ... وأورده من فرضه الموت مشرعا

  أتته المنايا مقدماً غير محجم ... فيا لك إقداماً ويا لك مصرعا

  أصيب به آل الرسول فأصبحوا ... خضوعاً وأمسى سعيهم متصدعا

  وأصبح جاراً للرضا في ضريحه ... فأكرم بمثواه مقيلاً ومضجعا⁣(⁣٥)


(١) المارن: الرمح الصلب. انتهى قاموس، والنامور هو الدم. انتهى من القاموس.

(٢) أيدعا: الزعفران.

(٣) طرفاً: الطرف بالكسر الكريم من الخيل. انتهى من القاموس. والطرف الثاني: العين بالفتح؛ فبينهما جناس محرف. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٤) الشؤون موصل قبائل الراس. انتهى قاموس.

(٥) للرضا: أي الإمام على موسى الرضا. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.