كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان (ع)]

صفحة 806 - الجزء 1

  وأقر بذلك وأخبر به حتى عرفه المخالف والموالف، وكان من الفرقة المرتدة الملعونة الغوية المسماة بالمطرفية فلذلك قل يقينه ولم يهتد بعد ظهور الحق له.

  وبان ذلك لجميع الناس فسمرت به السمار، ونظمت فيه الأشعار، فمِمَّا قيل في ذلك من الشعر قول القاضي الحميري من قصيدة، أولها:

  يا ابن بنت النبي كل لسان ... مادح ما يكون مدح لساني

  ظهرت فيك معجزات كبار ... لم نخلها تكون في إنسان

  لم نخبر عنها سماعاً ولا ... كنا رأينا يقينها بالعيان

  تبرئ الأكمه العليل وتشفي ... بشفاء الله أعين العميان

  وتسوق الحياء إلى حيث ما كنـ ... ـت وتجري الأنهار في الغيطان

  هبك تشفي عمى القلوب بعلم ... فبماذا تشفي عَمَى العميان

  غير أن الولي لله لا تنـ ... ـكر فيه خصائص الرحمن

  ومن فضائله # أن غلاماً من مدحج يقال له دهمش، وكان رئيساً شجاعاً شاباً جاهد بين يديه في بلاد يام فاستشهد صابراً محتسباً وتاب عند القتال وكان قبل ذلك مسترسلاً كما يسترسل الشباب فبقي أهله يتأسفون عليه من النار فرضخت صبية صغيرة لها ثلاث سنين بحجر فشدخ رأسها فقالت وهي تجود بنفسها: لا تقبروني مع الكبار أهل النار، واقبروني مع الصغار أهل الجنة، وإن دهمشاً من أهل الجنة وعليه صيام شهر رمضان، وهي لا تعرفه ولا تعرف ما عليه.

  فلما وصل الإمام إلى بلدة الغلام أمرت إليه والدة الغلام وقالت: إن دهمشاً كان أفطر شهر رمضان أفأصوم عنه أم ماذا أصنع؟ فعجب الناس من ذلك وعرفوا فضله.

  ولقد روى مصنف سيرته وروى غيره وسمعنا نحن: الشيخ الفاضل العدل الثقة حسن بن كبير الكباري الهمداني وكان ثقة يعد مع الرئاسة في الصالحين فحكى واحد