كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان سبب قيام الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)]

صفحة 817 - الجزء 1

  الضياء من الغلس؟ أين الطاهر من النجس؟ شتان ما بين الحمار والفرس.

  رحم الله امرأً نظر بعين لبه، واستعمل علوم قلبه، وطلب لنفسه السلامة، وحاذر وقوع الندامة وحلول الملامة وحسرة القيامة، وهجوم الطامة.

  أين خلافة من قدمنا ذكره من أهل بيت النبوة وهداة الأمة وبحار العلوم، وجبال الحلوم، وحماة الأديان، ونفاة الأوزار، وغياث الزوار؟

  من خلافة دف وميقاف، ومزمار ومعزاف، شرتها عواجز النسوان، ويقوم بأمرها ماوي الخصيان، ولعلها تعقد لخليفتهم بزعمهم وهو بين الأكواب والدنان، والغلمان والقيان.

  أفلا يستحي من ينسب إلى الإيمان أن يتحلّى بمثل هذا الشأن، أو يتصدى للمنابذة عمَّن جرى في هذا الميدان، وتحلّى بحلية تخالف حلية أهل الإيمان.

  ولئن حاول الفقيه نصرة إمامه بنفي هذه القبائح عنه لقد نصره بما يؤدي إلى الخذلان، وينقصه عند جميع أهل الأديان.

  أنكذب فيكم الثقلين طراً ... ونقبلكم لأنفسكم شهودا

  أكثر ما يدعى له أنه قد تاب من شرب الخمر في هذه المدّة، ولقد أتانا آتٍ ممن يرى برأي بني العباس فأعلمنا بتوبته كالمبشّر لنا بذلك والمفتخر بتوبته والفارح بأوبته.

  فعظّم لنا الحكاية وضخّم لنا الرواية بأن أمير المؤمنين قد تاب، فقلنا: الحمد لله على توبته، ولكن متى انعقدت له الإمامة قبل التوبة أم بعدها؟! وهل تعتبر الخصال أم لا؟ فما الموجب لها والشرط فيها؟ تفكّر إن كنتَ من المتفكّرين، ولتعلمنّ نبأه بعد حين⁣(⁣١).


(١) في الأصل: وإلى هنا انتهى الجزء الأول من أربعة أجزاء من كتاب الشافي بحمد الله تعالى وعونه، ويتلوه الجزء الثاني، أوّله: : الحمد لله الذي أوجب حمده إحسانه.