كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 5 - الجزء 2

  

[مقدمة المؤلف]

  الحمد لله الذي أوجب حمدَه إحسانُه، وألزم شكرَه امتنانُه، وعلا على الشؤن شأنُه، وتعالى عن كل سلطان سلطانُه، ولا إله إلا اللهُ توحيدُ من علم استحالة استحقاق الإلهية سواه، فقدَّسه كما قدسه الأواه.

  وصلى الله على من اسْتُخرج من صفوة خلاصة شرف العرب، المتمحض بشعاع شرف نوره بطون أحداث الحقب، الرافع معالي علو آبائه إلى أعلى الرتب.

  وعلى ابن عمه ووصيه وخليفته كشَّاف الكُرَب، وأمير الغضب لله وقائد العُصَب، وعلى أبنائه المنتخبين من جميع البرية، الفائزين بشرف نسبة الذرية؛ وسلم وكرم، أما بعد:

فصل في ذكر القدرية ومشابهتهم للمجوس

[فصل في ذكر القدرية ومشابهتهم للمجوس]

  فإنا لما وقفنا على رسالة فقيه القدرية الجبرية الغوية التي صدرها باسم (الخارقة لأستار القدرية المارقة)، زاعماً أن من خالفه من أهل العدل والتوحيد هم القدرية، دعانا ذلك إلى ذكر فصل في ذكر القدرية مَنْ هم ومَنْ هو أحق بهذه التسمية ومعناها؛ إذْ قد صحّ عند الجميع ما رُوي عن رسول الله ÷ أنه قال: «القدرية مجوس هذه الأمة»⁣(⁣١)، وتحريره: أن هذا الاسم اسم


(١) قال ¦ في التعليق: الحديث أخرجه أبو داود والحاكم عن ابن عمر.

وعنه ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: المرجئة، والقدرية» أخرجه الطبراني عن واثلة، وعن جابر، وأبو نعيم عن أنس.

وعنه ÷: «صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض، ولا يدخلان الجنة: القدرية، والمرجئة» أخرجه الطبراني عن أنس.

وعنه ÷: «صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة، والقدرية» أخرجه البخاري، والترمذي، وابن ماجه عن ابن عباس، وابن ماجه عن جابر، والخطيب عن ابن عمر، والطبراني عن أبي سعيد.

=