كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[النسبة في تسمية القدرية]

صفحة 7 - الجزء 2

  ومما يدل على أن القوم هم القدرية، وهم مجوس الأمة: قول الرسول ÷ في تمام الخبر في آخره: «وهم خصماء الرحمن، وشهود الزور، وجنود إبليس» وهذه الأوصاف لا توجد إلا فيهم؛ لأنهم هم الذين يخاصمون الله إذا عاتبهم على المعاصي وسألهم عنها ويقولون: إنّك أنت الذي خلقت فينا المعصية وأردتها منا، فما بالك تعذّبنا وتعاتبنا؟!

  وكذلك فإنهم هم الذين يشهدون لإبليس وغيره من الشياطين إذا سألهم الله تعالى عن الإضلال والإغواء والإفساد وقال لهم: أضللتم عبادي وأغويتموهم؛ فيجيبون: بأنا لم يكن لنا في شيء من ذلك ذنب، بل كنت أنت المتولي لخلق جميع ذلك؛ فيطالبهم الله تعالى بإقامة الحجة على ذلك، فلا يجدون إلا شهادة هؤلاء القوم.

  وأيضاً فهم الذين يتعصبون للشياطين في الدارين جميعاً، ألا ترى أنهم يمنعون من سب المُغْوَين ولعنهم ويقولون: لِمَ تلعنون من لا يتعلق به من الإضلال والإغواء إلا مجرد الإضافة دون المعنى؟

  فأما في الآخرة فإنه تعالى إذا رام عقابهم على ذلك وإثابتهم قالوا: أنت الذي خلقت فيهم الضلال وأقدرتهم عليه بالقدرة الموجبة فلِمَ تعذبهم به؟

[النسبة في تسمية القدرية]

  ويدل على ذلك: أن القدري اسم نسبة والنسبة:

  [١] - تكون نسبة قرابة كنسبة الرجل إلى أبيه أو جده أو أحد أقربائه المعروفين كقولهم: هاشمي وعربي وعلوي.

  [٢] - وقد تكون نسبة الرجل إلى حرفته وصناعته المعروف بها نحو: باقلائي وقلانسي وصيدلاني، وما يجري هذا المجرى.

  [٣] - وقد تكون نسبته إلى بلدته التي يسكنها هو أو كان قد سكنها أبوه أو جده، نحو: بغدادي أو بصري أو رازي، وما يجري مجراه.