[كلام فقيه الخارقة في فضائل الصحابة وتقديمهم على أهل البيت والرد على ذلك]
  وأما صلاته على آله وعترته فالكلام عليه: أنه إن أراد مَن خصهم الله تعالى بكرامته، وشريف ولادته، وأخرجهم من سلالته، وجوهرة بضعته - فهو قول صحيح.
  وإن أراد ما ذكره في جوابه أنه يدخل في ذلك سائر الأقارب وبني الأعمام الذين خالفوا منهاجه، وعطلوا أحكامه، وخالفوا أمره، وقتلوا ذريته، واتخذوا دينهم لهواً ولعباً، وتناهوا في ارتكاب المعاصي بالأوتار والنغم وأنواع الملاهي - فسيجيء ما يقع به الفرق بين الصحيح والفاسد، والمستقيم والمائد، فليلحظه بعين الإنصاف، وليتجنب التعصب والانحراف؛ فإن فيه ما يرشده إلى طريق الحق ويصرفه عن الخلاف.
[كلام فقيه الخارقة في فضائل الصحابة وتقديمهم على أهل البيت والرد على ذلك]
  وأما قوله: «والأنجم الغر من صحابته»، وبدأ بذكر أبي بكر وذكر شطراً من فضائله، فالكلام عليه على الجملة صحيح.
  وأما على التفصيل فيحتاج كل خبر إلى تعيين ودليل، فقد أدرج في رواياته ما هو إجماع، وما يتوجه فيه النزاع، وجعلها متوناً مرسلة، بعد أن نقد على مُوْرِدِ الرسالة هذه الطريقة وعابها، ثم دخل فيما عابه، وإن كنا نرى أن إرسال الثقة كإسناده في صحة قبول خبره على شرائطه المذكورة فيه.
  وأما قوله: «والبدعي في معزل عن ذلك يكتم فضائله؛ لما ابتلاه الله بعداوته وبغضته».
  فالجواب: أن ليس له أن ينكر بلوى الله سبحانه؛ لأنها حسنة فكيف ينكر الحسن، ومن سخط شيئاً من فعل الله وبليته كان من الكافرين بإجماع المسلمين.
  وأما تسميته منشئ الرسالة بدعياً؛ فالجواب: أنه سمى مورد الرسالة بدعياً بغير حجة ولا بيان، وهي منه فرية بلى مرية، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[الزخرف: ٨٦]، وقال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ