[الكلام على ثناء الفقيه على عمر وعثمان]
  لأن التعاطي في عرف اللغة عمل لا ينبغي للإنسان أن يستعمله، وقد قال تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ٢٩}[القمر].
  وأما قوله: «وهل المآثم إلا ما يتخطاه» ولا شك في تخطيه المآثم ولهذا أمسك عن طلب حقه حراسة للإسلام وحفظاً لبيضته.
  وأما قوله: «ليدع كل بدعي ركوبه هواه» فذلك هو كما ذكر، وهو وخصمه يتدافعان ذلك، وربك أعلم بمن هو أهدى سبيلاً.
  وأما قوله: «وشيخ الافتخار ومعدن الوقار» وكذلك هو من لا يدعى عليه خفة وقار، إلا في تقدمه على من هو أولى بالأمر منه لنص الرسول عليه، ولا جواد إلا له كبوة، ولا حسام إلا له نبوة، فنسأل الله الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد.
[الكلام على ثناء الفقيه على عمر وعثمان]
  وقوله: «وعلى الفاروق أبي حفص عمر الذي فَرَقَ بين الحق والباطل، وفَرِقَ الشيطان من بأسه وشدته ونشر عدله في المشارق والمغارب وعم الخلائق ببذله وعطيته، وفتح البلاد وأرشد العباد، وهدى فتح العراق ببعض جنوده وسيرته؛ فهو السعيد في عمره، والشهيد في ميتته، وهو خدينه في حياته، وصاحبه في حفرته أثنى عليه النبي ÷ ثناءً حسناً، وأخبر أنه سراج الأنبياء في جنته(١)».
(١) قال ¦ في التعليق: أولى بهذا من قال فيه النبي ÷: «إن علي بن أبي طالب يضيء في الجنة لأهل الجنة كما يزهر كوكب الصبح لأهل الدنيا» رواه ابن المغازلي، عن أنس مرفوعاً من طريقين في إحداهما: «يزهر في الجنة ... إلخ» تمت تفريج.
ورواه البيهقي عن أنس، تمت جامع صغير للسيوطي.
قال أبو ذر لسلمان: (الزم كتاب الله، وعلي بن أبي طالب فاشهد أني سمعت رسول الله ÷ يقول: «علي أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل») أخرجه أبو علي الحسن بن أبي الحسن الصفار بإسناده عن أبي سخيلة، تمت تفريج، ورواه المرشد بالله عن أبي ذر، تمت من شمس الأخبار.
=