كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام على الفقيه في أخوة ووصاية علي (ع)]

صفحة 148 - الجزء 2

[الكلام على الفقيه في أخوة ووصاية علي (ع)]

  وأما قوله عن صاحب الرسالة وقوله في صفة علي #: الذي اختاره لأخُوته ووصيته قال [الفقيه]: فأقول: «ما أردت بذكر الوصية؟ إن أردت أن النبي ÷ أوصى إليه بالقيام بأمر أمته بعده؛ فلم ينقل ذلك من أهل الصدق ناقل ولا قال به من أهل العلم قائل».

  فالجواب: أن الأخبار المنقولة بالأسانيد قد أوضحت الأمرين⁣(⁣١)، معاً وذلك ثابت فيما يرويه الفقيه الأجل الفاضل العالم الزاهد أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي |، وهو شيخ القاضي الأجل عماد الدين أبي الحسن أحمد بن أبي الحسن الكني ¦ وهو شيخ شيخنا القاضي الأجل شمس الدين جمال المسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى - رضوان الله عليه - وهو يرويه عن مصنف كتابه وهو الشيخ الإمام العالم بدر الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الزيدي رحمة الله عليه، وهو يروي عن ابن جرير قال: حدثنا حميد، قال: حدثني سلمة، قال: حدثني أبو إسحاق عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبدالله بن العباس، عن علي # قال: (لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء] ... إلى أن قال: فجمعهم في اليوم الأول؛ فَهَمَّ أن يتكلم؛ فقطع عليه أبو لهب، ثم جمعهم في اليوم الثاني، ثم تكلم رسول الله ÷ فقال: «يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعرف شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، لقد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟» قال: فأحجم القوم جميعاً؛ فقلت - وإني لأحدثهم سناً -: أنا يا نبي الله أكون وزيرك


(١) أي الوصية والأخوة.