[وجه من المشابهة بين علي وهارون في خبر المنزلة]
  كما كان هارون - فنقول: «إنما وجب أن يكون هارون أفضل الناس بعد موسى في وقته بكونه نبياً؛ فلما قال النبي ÷: «غير أنه لا نبي بعدي» ارتفعت النبوة وارتفع موجبها، ولو لم يكن هارون نبياً لم يكن أفضل أهل زمانه بعد موسى، كيف وقد وجد نبي أفضل منه في وقته كشعيب والخضر الذي أمر موسى باتباعه، ولأنه لم يكن لهارون من موسى بعد موته منازل بحال فيستثنى منها شيئاً، ولأنه قال: أنت مني بمنزلة هارون؛ فأثبت له منزلة واحدة ولم يقل: منازلك؛ فقلنا: إنه أراد المنزلة التي هي استخلافه على المدينة كاستخلاف موسى هارون إلا أنك لست بنبي، وكان هارون نبياً مبعوثاً إلى بني إسرائيل؛ فإذا كان المراد استخلافه على المدينة فقد شارك علياً # غيره في هذا(١)، فإن
(١) قال ¦ في التعليق: كيف يصح هذا ويقول ÷: «أما ترضا» «أما ترضا» في كل مقام؟! أيكون معناه أما ترضا أن تكون كمن شاركك مثل ابن أم مكتوم؟! حتى قال علي: «رضيت»، ورجع وغبار قدميه يسطع! وكيف يقول سعد بن مالك: لا أسب علياً بعد أن قال النبي ÷: «أنت مني بمنزلة هارون ... إلخ؟»، وكذا قال عمر: كفّوا عن علي، ثم ذكر قوله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون» ... إلخ، على أنه قد قال ÷ في مواطن يأتي أنها تسعة منها حديث الإنذار؛ وقد مر، وعند فتح خيبر من حديث جابر ويأتي. وفي حديث سد الأبواب، وفي حديث المؤاخاة يوم المباهلة، وفي بيت أم سلمة من حديث ابن عباس يوم تزوج النبي ÷ بزينب، وتأتي كلها في المجلد الثاني. وكذا قد مر حديث الحسن البصري وقوله: (فلو كان شيءٌ سوى النبوءة لاستثناه) في الاستدلال على أفضلية علي #.
ويأتي الحديث عن زين العابدين وقدحه فيما روى عن علي (أن أفضل الناس أبو بكر، ثم عمر) وقوله لحكيم بن جبير: فكيف أصنع بقوله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون ... إلخ» يأتي هذا في (الحاشية) على الجزء الثالث من رواية محمد بن سليمان بطرق.
وكذا قول أم سلمة: سمعته غير مرة عنه ÷ جواباً على معاوية لما سألها عن الحديث [يعني حديث المنزلة] حين تجادل هو وسعد بن مالك، رواه محمد بن سليمان الكوفي.
وقد مر في طرق الحديث عن سعد وقوله لا مرة ولا مرتين، وقوله: لأن يكون لي واحدة أحب إليّ من حمر النعم، وقد ذكر منها المنزلة.
وقال عمر في حديثه: كفّوا عن ذكر علي فإني سمعت رسول الله يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ ممَّا طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة ونفر من أصحاب =