كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في معنى العترة لغة وعرفا]

صفحة 169 - الجزء 2

  حمزة إمام الزمان، والوسيلة إلى الرحمن؛ [قال الفقيه]: «فإن أراد أنه إمامه وإمام فرقته في الصلاة أو العلم فذلك، وإن أراد أنه إمام المسلمين مفترض الطاعة على الخلق أجمعين؛ فكلام مختلق، وقول أورده كيف اتفق، وقد ورد في الحديثين المتفق عليهما ما يبطل دعواه، وكونه في هذا تابع هواه، أما الحديث الأول، فقول النبي ÷: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»».

  فالجواب: أما قوله: وإن أراد أنه إمام المسلمين ... إلى آخره؛ فنقول: إن كان الإمام المفترض الطاعة ممن يتبع رسول الله ÷ عنده في القول والعمل حتى يستحق اسم الخليفة دون المخالف فنحن ندعي هذه الحال لنفوسنا، ودليلها شاهد الحال.

  وإن كان يقول: خليفة رسول الله ÷ عنده من غلب، وإن أفنى عمره في اللهو واللعب، ولم يتمسك من الإسلام بأدنى سبب - خالف علماء المسلمين في دعواه ثبوت الخلافة لهم، ويحك ألم تسمع قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}⁣[السجدة: ٢٤]؟ تعرف أيها الفقيه عما صبروا، وعلامَ صبروا؟ وقد قال تعالى حاكياً عن إبراهيم #: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة].

[بحث في معنى العترة لغة وعرفاً]

  فأما الخبران؛ فالجواب: أن هذا الخبر الذي ذكر فيه الثقلين يختص بأولاد الرسول ÷ لأنه ذكر العترة ولا تكون حقيقة إلا في الأولاد، ولأن أولاد الحسن والحسين اختصوا بحال يجب الاقتداء بهم فيها وهو الدين والعلم، وآل العباس ¥ تعلقوا بحال تجب مباينتهم فيها وهي المعاصي والملاهي التي لا يمكن من اعتزى إليهم إنكار وقوعها منهم إلا بالمباهتة التي تخرج صاحبها من