[بحث في معنى العترة لغة وعرفا]
= وأبي أيوب، وأبي بكرة، وابن عمر. ويأتي ذكر من خرج ذلك عنهم في حاشية الجزء الثالث. وقد مضى ذكر قول علي #، وقد سئل عن العترة في قوله ÷: «وعترتي»، فقال: (أنا والحسن والحسين والأئمة إلى المهدي، لا يفارقون كتاب الله، ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله ÷ حوضه)، أخرجه أبو جعفر القمي عن جعفر بن محمد عن آبائه $، وهذا تفسير باب العلم والحكمة ومن يبيّن للأمة ما اختلفت فيه من بعد نبيها ÷، فافهم، ثم إنه لا خلاف بين الأمة أن ولد الرجل وولد ولده عترة له، ومن عدا ذلك مختلف فيه، فلا بد من دليل على كونه حقيقة فيه، والأصل عدم الاشتراك، والحمل على المجاز أولى من الاشتراك.
قال ابن أبي الحديد: (وعترة الرسول ÷ رهطه الأدنون، ولا يصح قول من قال وإن بعدوا).
وأمَّا قول أبي بكر: فنحن عترة رسول الله ÷ فإنما هو من المجاز.
ثم قال وقد بيّن رسول الله ÷ عترته بقوله: «تارك فيكم الثقلين»، ثم قال: «وعترتي أهل بيتي»، و [أوضح] في مقام آخر مَنْ أهل بيته حيث طرح عليهم كساءً وقال حين نزلت: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} ... إلخ [الأحزاب: ٣٣]، فقال ÷: «هؤلاء أهل بيتي ... إلخ»، تمت.
وفي بعض الأحاديث: «أهل بيتي عترتي»، وسيأتي ذكرها في الحاشية من طرق المحدثين، وقد مر البسط في هذا المعنى في آية التطهير فراجعه. تمت.
وأمَّا حديث: أنه سئل من أهل بيتك، فقال: آل علي، وآل جعفر، فقد مر الكلام على أنه من تفسير زيد بن أرقم، وأن رواية الرفع مقدوح في رواتها، وأنها آحادية لا تصلح [لأن] تعارض المعلوم من أخبار الكساء القاضية بأن أهل البيت المطهرين علي وفاطمة وأولادها.
فإنه لما دعاهم لم يدع معهم أحد من آل العباس وآل عقيل فيحمل - ما ورد في مثل هذه الرواية من ذكر أهل البيت أو آل محمد ممَّا يفيد مشاركة غير الأربعة - على المعنى البعيد وهو من حرمت عليه الصدقة، أو الأبعد وهو بنو هاشم ونساء النبيء ÷ فيكون لأهل بيت محمد معنى عام وهو نحو بني هاشم، ومعنى خاص وهو بنو العباس، وجعفر، وعقيل، وعلي، ومعنى خاص الخاص وهو الأربعة وذرية علي من فاطمة، وقد أشار إلى قريب من هذا السيد العلامة إسحاق بن يوسف صاحب (تفريج الكروب). تمت، والله أعلم.
وقد تقدم في حديث سعد بن مالك قوله: (فنودي فينا ليخرج من كان في المسجد إلاَّ آل رسول الله، فجاء العباس فقال: يا رسول الله؛ أخرجت أعمامك؟ ... إلخ)، فإنه يفيد أن الآل مختص بمن بقى في المسجد وليس إلاَّ الأربعة كما هو في خبر سد الأبواب، والحديث أخرجه الكنجي والنسائي.
وكذا قوله ÷: «إن مسجدي حرام إلى قوله إلاَّ على محمد، وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين» من حديث أخرجه البيهقي عن أم سلمة، والصفار عن أسماء بنت عميس، وقد مر في الحاشية على الجزء الأول. تمت.