كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في معنى العترة لغة وعرفا]

صفحة 172 - الجزء 2

  أما اللغة: فإنه أخذ من العتيرة، وهو نبت في البادية سمي به أولاد الرجل وأولاد أولاده⁣(⁣١) ذكره ابن فارس في المجمل وغيره.

  وأما العرف: فمتى أطلق لفظ العترة لم يسبق إلى الفهم إلا الأولاد دون الأقارب على أن العترة لو كانت في الأصل هم القرابة لكان الحكم للعرف كما يعرفه أهل المعرفة بهذا الفن من الفقه؛ فإن كنت أحدهم فاعلم ذلك، وإلا


(١) قال في التخريج للمولى العلامة الحسن بن الحسين الحوثي: قال ابن الأثير: عترة الرجل أخص أقاربه، والعامة تظن أنها ولد الرجل خاصة، وأن عترة رسول الله ÷ ولد فاطمة، هذا قول ابن سيده.

وقال ابن الأعرابي: عترة الرجل ولده وذريته وعقبه من صلبه، قال: فعترة الرسول ÷ ولد فاطمة البتول، وقال المنصور بالله الحسن بن محمد كقول الإمام عبدالله بن حمزة هنا أن العترة مأخوذة من العتيرة، وذكره في المجمل لابن فارس، وفي الغريب لابن قتيبة، وقد قال في كتاب العين حاكياً عن العرب: عترة الرجل هم: ولده وولد ولده.

وقال الناصر الأطروش: إنما سماهم عترة؛ لأن الولد عند والده أطيب ريحاً من عترة المسك، ولهذا تقول العرب للولد ريحانة أبيه، ولا شك أن عترة المسك أطيب من الريحانة؛ فسمى رسول الله ÷ أولاده بأطيب الطيب، وجعل ذلك صفة لهم غير مشتركة، والناصر غير متهم في العربية، وقد قال ÷ في الحسن والحسين: «هما ريحانتاي من الدنيا» من رواية علي وأبي أيوب وأبي بكر وابن عمر، وسيأتي ذكر من خرج ذلك في هامش الجزء الثالث.

ثم أنه لا خلاف بين الأمة أن ولد الرجل وولد ولده عترة له، ومن عدا ذلك مختلف فيه ولا بد من دليل على كونه حقيقة فيه، والأصل عدم الاشتراك والحمل على المجاز أولى من الاشتراك.

قال ابن أبي الحديد: وعترة رسول الله ÷ رهطه الأدنون ولا يصح قول من قال وإن بعدوا، ثم قال: وقد بين رسول الله ÷ عترته بقوله: «إني تارك فيكم الثقلين، ثم قال: وعترتي أهل بيتي» وفي مقام آخر من أهل بيته حيث طرح عليهم كساء وقال حين نزلت آية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... إلخ}⁣[الأحزاب: ٣٣]، فقال ÷: «هؤلاء أهل بيتي» انتهى.

وفي بعض الأحاديث أهل بيتي عترتي، وسيأتي ذكرها في الهامش من طرق المحدثين، وقد مر البسط في هذا المعنى في آية التطهير فراجعه. انتهى ما أردنا نقله من التخريج، وسيكون استكماله إن شاء الله. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.