الثالث: «آية» بمعنى «علامة»،
  وقوله [من الطويل]:
  ٦٦٢ - [الكْنِي إِلَى قَوْمِي السَّلاَمَ رِسَالَةً] ... بِآيَةٍ مَا كَانُوا ضِعَافاً وَلَا عُزلاً
  وهذا قول سيبويه، وزعم أبو الفتح إنما تُضاف إلى المفرد نحو: {آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ
  كأن على سنابكها مداما
  وقبله:
  ألا من مبلغ عني تميما ... بآية ما يحبون الطعاما
  وهذا هجو لبني تميم لأنهم عرفوا بحب الطعام ويقال لهم أسرى الدخان أي: بعلامة ما يحبون الطعام وبعلامة يقدمون والنسابك جمع سنبك بضم أوله وثالثة مقدم الحافر شبه ما يتصبب من عرقها ودمعها من الجهد والتعب بالمدام. قوله: (بآية ما كانوا ضعافاً الخ) أي: لأن ما هنا نافية لا مصدرية وإلا لزم العطف على مثبت وهو غير جائز فهذا زيادة في الاعتراض وقد يقال إنه يتأتى ذلك فيه بأن تجعل ما مصدرية والحرف النافي مقدر بعد كانوا وقبل ضعافاً أي بعلامة كونهم لا ضعافاً قاله الدماميني وهو بعيد لأن لا النافية إنما تحذف إذا كانت داخلة على مضارع جواباً للقسم. قوله: (بآية ما كانوا الخ) صدره:
  ألكني إلى قومي السلام رسالة
  ألاك يليك بلغ أي بلغ عني إلى قومي الخ وبعده:
  ولا سيئي زي إذا ما تلبسوا ... إلى حاجة يوماً مخيسة بزلاً
  سيئي جمع سيء من السوء والزي بكسر الزاي اللباس والهيئة وتلبسوا بمعنى ركبوا ومخيسة صفة لمحذوف أي رواحل مخيسة بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والياء المشددة وبالسين المهملة أي مذللة بالركوب والبزل بضم الموحدة وسكون الزاي الحسنة جمع بازل قال المصنف وهو جمع غريب. قوله: (هذا قول سيبويه) المشار له كون آية بمعنى علامة تضاف للجملة أو إضافة آية بمعنى علامة للجملة قوله (آية ملكه) آية مضاف
= المغني ٢/ ٨١١؛ وشرح المفصل ٣/ ١٨؛ والكتاب ٣/ ١١٨؛ ولسان العرب ١٤/ ٦٢ (أيا)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥١).
اللغة: آية: علامة. أشعث: مبعثر الشعر ملبده السنبك: مقدمة الحافر. المدام: الخمر.
المعنى: أبلغهم عني كذا بعلامة إقدامهم الخيل للقاء العدو شعثاً متغيرة من السفر والجهد.
٦٦٢ - التخريج البيت لعمرو بن شأس في (الدرر ٥/ ٣٦؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٧٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٥؛ والكتاب ١/ ١٩٧؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٥٩٦؛ ولسان العرب ١٠/ ٣٩٣ (ألك)؛ وبلا نسبة في المنصف ٢/ ١٠٣؛ والأشباه والنظائر ٨/ ٧٠؛ والخصائص ٣/ ٢٧٤).
اللغة: الكني: بلّغ عني وهي من فعل ألاك يليك بمعنى بلّغ يبلغ عزلاً: جمع أعزل وهو الخالي من السلاح.
المعنى: بلغ عني قومي السلام بعلامة كونهم ليسوا ضعافاً ولا خالين من السلاح.