حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أم) - على أربعة أوجه:

صفحة 112 - الجزء 1

  وتُخفَّفُ «أنَّ» بالاتفاق، فيبقى عملها على الوجه الذي تقدم شَرْحُه في «أن» الخفيفة.

  الثاني: أن تكون لغة في «لعَلَّ» كقول بعضهم: «ائتِ السُّوقَ أَنَّكَ تشتري لنا شيئاً» وقراءة من قرأ: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٠٩}⁣[الأنعام: ١٠٩]، وفيها بحث سيأتي في باب اللام.

  ***

· (أم) - على أربعة أوجه:

  أحدها: أن تكون متصلة وهي منحصرة في نوعين، وذلك لأنها إما أن تتقدَّمَ عليها همزة التسوية، نحو: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}⁣[المنافقون: ٦]، {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا}⁣[إبراهيم: ٢١]، وليس منه منه قول زهير [من الوافر]:


  ولا تخرج بذلك عن المصدر قوله: (بالاتفاق) أي: بخلاف المكسورة كما سبق. قوله: (الثاني) أي: من وجهي أن المفتوحة المشددة. قوله: (بعضهم) أي: العرب. قوله: (أنك تشتري لنا شيئاً) لا يتم الاستدلال بهذا إلا إذا ثبت أن العربي المتكلم بهذا الكلام قصد الترجي وإلا فاللفظ محتمل لإرادة التعليل على حذف اللام أي: لا بك تشتري اهـ دماميني. قوله: (وقراءة من قرأ وما يشعركم أنها الخ) بفتح الهمزة وهي قراءة من عدا ابن كثير وأبا عمرو وأبا بكر عن عاصم وأما هؤلاء المذكورون فقرأوا بكسر الهمزة.

  (أم). قوله: (أن تكون متصلة) وهي عاطفة بقسميها لا استفهامية على التحقيق نعم لما انضمت للأداة المستفهم بها كان الاستفهام إنما هو بهما قوله: (أن تكون متصلة) والجمهور على أنها عاطفة، وقال أبو عبيدة هي بمعنى الهمزة، فإذا قلت أقام زيد أم عمرو فالمعنى أعمرو قام والكلام استفهامان وزعم ابن كيسان أن أصل أم أو قلبت الواو ميماً ورده أبو حيان بأنه دعوى بلا دليل قوله: (وهذه منحصرة في نوعين) وبيان الحصر أنه إما أن تتقدم عليها همزة التسوية أو همزة الاستفهام فقط، وهي في كل متصلة. قوله: (وذلك) أي: الانحصار فيهما. قوله: (إما أن تتقدم) لا بد من تقدير مضاف أي: لأنها إما ذات تتقدم وإلا لما صح الحمل؛ لأن ضمير أنها لام وأن تتقدم مؤول بمصدر فينحل المعنى لأن أم إما تقدم همزة التسوية عليها وهذا لا صيح اهـ تقرير دردير. قوله: (همزة التسوية) هي همزة تشبه همزة الاستفهام تدخل على جملة في تأويل مفرد وهو المصدر وسواء تقدم عليها سواه أم لا لكن إن تقدمت سواء كانت خبراً مقدماً للمصدر المؤول من الجملة. قوله: (استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) أي: سواء عليهم استغفارك لهم وعدمه. قوله: (وليس منه) أي: من قسم أم الواقعة بعد همزة التسوية.