حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - لـ «القاب» معنيان

صفحة 396 - الجزء 3

  القلوب؛ {قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ}⁣[طه: ٩٦] أي: من أثر حافر فرس الرسول، {كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ}⁣[الأحزاب: ١٩] أي: كدوران عين، الذي، وقال رؤبة [من الطويل]:

  ٥٨ - [فأدْرَكَ إرْقَالَ الْعَرَادَةِ ظَلْعُهَا] ... وَقَدْ جَعَلَتْني مِنْ حَزِيمَةَ إِصْبَعَا

  أي: ذا مَسَافَةِ إصبع.

حذف ثلاث متضايفات

  {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ}⁣[النجم: ٩] أي: فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين؛ فَحُذِفَ ثلاثة من اسم «كان»، وواحد من خبرها، كذا قدَّره الزمخشري.

  تنبيه - لـ «القاب» معنيان: القَدْر، وما بين مَقْبِضِ القوس وطرفيها؛ وعلى تفسير


  قوله: (جعلتني) أي: العرادة وهي الفرس المذكورة في صدر البيت. قوله: (وقد جعلتني الخ) نسبه هذا لرؤبة سهو فإنه من أهل الرجز وهذا ليس برجز ونسبه في المفصل للأسود بن يعفر وصدره:

  فأدرك إر قال العرادة ظلعها

  العرادة بفتح العين المهملة اسم فرس الشاعر والار قال بالكسر نوع من السير والولع العرج وحزيمة اسم رجل وغلط من قال قبيلة من باهلة لقوله:

  فإن تنج منها يا حزيم بن طارق ... فقد تركت ما خلف ظهري بلقعا

  إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوينا بالفتي أن تقطعا

  وحزيمة بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي، ومعنى البيت أن هذه الفرس أدركها العرج وقد أدنتني من هذا الرجل أو القبيلة وبقي بيني وبينه مقدار مسافة أصبع. قوله: (فكان مقدار مسافة قربه) أي: من الله. قوله: (من اسم كان) أي: المستتر وهو البارز عند التقدير الذي أضيف إليه القرب قوله: (وواحد من خبرها) وهو مثل المضاف لقاب قوسين. قوله: (القدر) أي: وعلى هذا لا يحتاج لتقدير مثل. قوله: (وما بين) أي: المقدار الذي بين. قوله: (وطرفيها) أي: الطرفين اللذين يشد الوتر فيهما.


٨٥٨ - التخريج: البيت للكلحبة اليربوعي في (خزانة الأدب ٤/ ٤٠١؛ وشرح اختيارات المفضل ص ١٤٦؛ ولسان العرب ١٢/ ١٢٧ (حرم)، ١٤/ ٨١ (بقي)؛ وللأسود بن يعفر في شرح المفصل ٣/ ٣١؛ وللأسود أو للكلحبة في المقاصد النحوية ٣/ ٤٤٢؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٢٥).

اللغة: إرقال: نوع من السير، أو هو ما تدخره الخيل من النشاط العرادة: اسم فرسه. الظلع: العرج الخفيف. حزيمة: اسم علم.

المعنى: إن فرسي أثيبت بالعرج فلم أستطع أسر حزيمة فقد بقي بيني وبينه مسافة إصبع، وإلا كنت أسرته.