صفة، لا في محل رفع على أنها خبر لأن «ألا» التي للتمنّي لا خبر لها عند سيبويه، لا لفظاً ولا تقديراً، فإذا قيل: «ألا ماء»، كان ذلك كلاماً مؤلفاً من حرف واسم، وإنما تم الكلام بذلك حملاً على مَعْناه وهو: أتمنّى ماء؛ وكذلك يمتنع تقدير «مستطاع» خبراً و «رجوعه» فاعلاً لما ذكرنا؛ ويمتنع أيضاً تقديرُ «مُستطاع» صفة على المحلّ، أو تقدير «مستطاع» رجوعه جملة في موضع رفع على أنَّها صفة على المحل إجراء لـ «ألا» مُجْرَى «ليت» في امتناع مُراعاة محل اسمها وهذا أيضاً قول سيبويه في الوَجْهَيْن، وخالفه في المسألتين المازني والمبرد.

انقسام الجملة الكبرى إلى ذات وجه، وإلى ذات وجهين

  ذات الوجهين: هي اسميَّة الصَّدْر وفعليَّة العَجُز، نحو: «زيد يقوم أبوه» كذا قالوا، وينبغي أن يُراد عكس ذلك في نحو: «ظَنَنْتُ زَيْداً أبوه قائم» بناءً على ما قدمنا.

  وذات الوجه نحو: «زيد أبوه قائم» ومثله على ما قدّمنا نحو: «ظَنَنْتُ زَيْداً يقومُ أبوه».

  قوله: (لا في محل رفع) أي: حتى تكون الجملة كبرى. قوله: (فاعلا) الأولى نائب فاعل لأن مستطاع اسم مفعول قوله: (صفة على المحل) أي: ورجوعه نائب فاعل. قوله: (جملة) أي: من مبتدأ وهو رجوعه وخبر وهو مستطاع. قوله: (في امتناع مراعاة محل اسمها) أي: قبل دخول الناسخ وإنما امتنع مراعاة المحل لكون الناسخ هنا أزالها عن حالها الأصلي بالمرة من الإعراب وهو ظاهر وصير الكلام إنشاء بعد أن كان خبراً فالمحل قد زال بألا والحاصل أن سيبويه راعى أموراً ثلاثة فراعى معنى ألا أتمنى فقال لا خبر واعتبر أصل لا وهو أنها نافية للجنس فجعل لها اسماً ونظر لكونها في معنى ليت وأن لها اسماً فمنع الوصف مراعاة لمحل اسمها قوله: (في الوجهين) أي: وجهي الوصفية على المحل. قوله: (وخالفه في المسألتين الخ) أي: فيجوز جعل مستطاع رجوعه جملة في محل رفع خبر للا والكلام حينئذٍ جملة كبرى وجوز جعل مستطاع صفة لعمر على المحل ورجوعه نائب فاعل أو إن الجملة في محل رفع صفة على المحل وخبر لا محذوف على الوجهين قوله: (إسمية الصدر فعلية العجز) أي: فإذا نظرت لصدرها وجدته جملة اسمية، وإذا نظرت لعجزها وجدته جملة فعلية قوله: (في نحو ظننت زيداً أبوه قائم) أي: هي فعلية الصدر اسمية العجز. قوله: (وذات الوجه) أي: وهي التي كل من صدرها وعجزها اسم أو فعل.