أحدهما: أن تكون حرفا جازا للمستثنى
حرف الخاء المعجمة
· (خلا) على وجهين:
  أحدهما: أن تكون حرفاً جازاً للمستثنى، ثم قيل: موضعها نَصْبٌ عن تمام الكلام، وقيل: تتعلق بما قبلها من فعل أو شبهه على قاعدة أخرُفِ الجر، والصواب عندي الأول؛ لأنها لا تُعَدِّي الأفعال إلى الأسماء، أي: لا تُوَصِّلُ معناها إليها، بل تُزيل معناها عنها، فأَشْبَهَتْ في عدم التعدية الحروف الزائدة؛ ولأنها بمنزلة «إلا» وهي: غير متعلقة.
  والثاني: أن تكون فعلاً متعدّياً ناصباً له، وفاعلها على الحد المذكور في فاعل «حاشا»، والجملة مستأنفة أو حالية، على خلافٍ في ذلك، وتقول «قَامُوا خلا زيداً»، وإن شئت خفضت إلا في نحو قول لبيد [من الطويل]:
  حرف الخاء المعجمة خلا
  قوله: (أن تكون حرفاً جاراً) نحو قام القوم خلا زيد قوله: (ثم قيل موضعها) أي: مع معمولها أي موضع مجرورها نصب قوله: (عن تمام الكلام) أي: بتمامه فعن بمعنى الباء. قوله: (نصب عن تمام الكلام) أي: أنها لا تتعلق بما قبلها كما أن ما بعد إلا منصوب ولا تعلق له بالعامل والصدر عن تمام الكلام يوجب النصب عند الكوفيين فالعامل معنوي وهو تمام الكلام، وكذا سائر الفضلات. قوله: (وقيل تتعلق الخ) أي: فيكون معمولها في محل نصب بالعامل قبلها. قوله: (لأنها لا تعدي الخ) أي: كما في مررت بزيد فالباء أوصلت المرور لزيد فصار زيد ممروراً به. وأما في قام القوم خلا زيد فالقيام مزال عن زيد لا أنه متعدِ إليه قوله: (أي لا توصل معناها) أي: الأفعال إليها. قوله: (بمنزلة إلا) أي: في الاستثناء وقوله وهي أي إلا وقوله غير متعلقة أي فكذلك خلا. قوله: (ولأنها بمنزلة إلا) قد يقال إنه لا يلزم من كون حرف بمعنى حرف مساواته في جميع أحكامه ألا ترى أن إلا التي هذا الحرف بمعناها لا تعمل الجر وهذا الحرف يعمله.
  قوله: (متعدياً) أي: بنفسه وقوله ناصباً له أي للمستثنى. قوله: (في فاعل حاشي) قيل ضميراً اسم الفاعل أو المصدر أو البعض المفهوم من الكل المتقدم. قوله: (والجملة) أي: الاستثنائية المذكورة. قوله: (على خلاف ذلك) تحصل إن خلا زيداً فيها قولان قيل لا محل لها وقيل لها محل هذا إذا لم تتقدم ما المصدرية عليها وإلا جرى خلاف آخر سيأتي. قوله: (خلا زيداً) بنصب زيد قوله: (وإن شئت خفضت) فقلت خلا زيد. قوله: (إلا في نحو) أي: إن الخفض جائز في كل تركيب إلا في نحو قول لبيد من كل تركيب اقترنت فيه خلا بما المصدرية قوله: (إلا في نحو قول لبيد) أي: فيتعين النصب ولا