حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والثامن: شرط يشتمل على ضمير مدلول على جوابه بالخبر

صفحة 119 - الجزء 3

  وقاعد» دون «هذان يقوم وقعد».

  والثامن: شرط يشتمل على ضمير مدلول على جوابه بالخبر، نحو: «زَيْد يَقُومُ عَمْرُو إِنْ قَامَ».

  التاسع: «أل» النائبة عن الضمير، وهو قول الكوفيين وطائفة من البصريين، ومنه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}⁣[النازعات: ٤٠ - ٤١] الأصلُ: مأواه، وقال المانعون، التقدير: هي المأوى له.

  والعاشر: كون الجملة نَفْسَ المبتدأ في المعنى، نحو: «هِجِّيرَى أَبِي بَكْر لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» ومن هذا أخبار ضمير الشأن والقِصَّة، نحو: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص: ١]، ونحو: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الأنبياء: ٩٧].

  تنبيه - الرابط في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ}


  (هذان قائم وقاعد) أي: لأن الواو في المفردات تصيرهما بمنزلة المثنى في المعنى وإن كان لا يمكن ذلك في اللفظ فلذا صح الإخبار وتصير الأسماء بمنزلة الجمع، وأما في الجمل فلا تكون لمطلق الجمع فلذا لم يصح الحمل.

  قوله: (زيد يقوم عمرو الخ) زيد مبتدأ وجملة يقوم خبر والرابط الشرط أعني قوله إن قام الدالة على جوابه جملة الخبر وفي الحقيقة الرابط إنما هو الضمير لا الشرط واعلم أن هذا غير الربط بالضمير السابق لأن الربط هناك بضمير في جملة الخبر وهنا في جملة شرطية خارجة عن الخبر إلا أنها شرط فيه قوله: (من خاف) من مبتدأ وجملة أن الجنة المأوى إما خبر على جعل من اسم موصول مبتدأ أو جواب الشرط بناء على أن من شرطية وعلى كل حال لا بد من ضمير لما تقدم أن جواب الشرط لا بد فيه من ضمير عائد على اسم الشرط إذا كان الشرط مرفوعاً بالابتداء فأل نائبة عن الضمير. قوله: (وقال المانعون) أي: المانعون لكون أل تنوب عن الضمير وهم البصريون. قوله: (كون الخبر نفس المبتدأ في المعنى) عد هذا من الروابط لا ينافي ما يأتي في تنبيه ما لا يحتاج لرابط لأن المراد لا يحتاج لرابط زائد عن ذات الجملة وهذا لا ينافي أن هناك رابطاً في ذاتها. قوله: (هجيري) بكسر الهاء وتشديد الجيم وفتح الراء أي دأبه وعادته التي كان يستمر عليها في الهاجر لأن شأن أبي بكر كان يقول في الهاجرة لا إلا إلا الله فالدأب والعادة له في ذلك الوقت هو لا إله إلا الله وفيه أن لا إله إلا الله المقصود منه اللفظ فهو مفرد لا جملة فالإخبار إنما هو بمفرد لا جملة وحينئذ فهذا خارج عما نحن فيه.

  قوله: (والذين) مبتدأ وجملة يتوفون منكم صلة الموصول وقوله يتربصن خبر والرابط النون بناءً على أن الأصل وأزواج الذين لأن النون إنما تعود على الأزواج لا على الذين ويحتمل أن الخبر محذوف والذين هو المبتدأ أي يذرون أزواجاً أزواجهم يتربصن،