حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثامن عشر: القسم والتعجب معا

صفحة 20 - الجزء 2

  التعليل كما استعير الأسد لمن يشبه الأسد.

  الثامن عشر: القسم والتعجب معاً، وتختص باسم الله تعالى كقوله [من البسيط]:

  ٣٥٤ - لِلَّهِ يَبْقَى عَلَى الأيام ذُو حَيَدٍ ... [بِمُشْمَخِرُ بِهِ الظَّيَّانُ وَالآسُ]


  على الالتقاط فاستعملت اللام في غير ما وضعت له، لأن اللام موضوعة لترتب الملائم مثل ترتب المحبة الجزئي على الالتقاط ومتعلق معناها هو مطلق ترتب كترتب مطلق محبة وتبن على مطلق التقاط ملائم، والأوضح من هذا أن يقول شبه الترتب التعقيبي بالترتب التعليل الكليين فسري التشبيه إلى الجزئيين فاستعملت اللام الموضوعة للترتب التعليلي الجزئي في الترتب التعقيبي الجزئي. قوله: (لمن يشبه الأسد) أي: وهو الرجل الشجاع في نحو رأيت أسداً في الحمام قوله: (القسم والتعجيب معاً الخ) قد يدعى أن التعجب من الكلام برمته كما تعجبوا بسبحان الله واللام لمجرد القسم وللاختصاص في الثاني. قوله: (لله يبقى الخ) تمامه:

  بمشمخر به الظيان والآس

  المشمخر العالي قوله: (لله يبقى) أي: لا يبقى كما في قالوا تالله تفتو أي فلا تفتو. قوله: (حيد) هي حروف ناتئة في عرض الجبال فالحيد جمع حيدة هي النتوء في الجبال وتطلق على العقدة في قرن الوعل أي لا يبغي وعل صاحب حيد أي عقد في قرنه في


٣٥٤ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في (شرح شواهد الإيضاح ص ٥٤٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٧٤؛ ولسان الغرب ١٣/ ٢٧٥ (ظين)؛ ولأمية بن أبي عائذ في الكتاب ٣/ ٤٩٧؛ ولمالك بن خالد الخناعي في جمهرة اللغة ص ٥٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٩٩؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ٤٣٩؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٠٤؛ ولسان العرب ٣/ ١٥٨ (حيد)، ٦/ ١٧٣ قرنس، ١٥/ ٢٦ (ظيا)؛ ولعبد مناة الهذلي في شرح المفصل ٩/ ٩٨؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك في شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٢٨؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لأميّة في خزانة الأدب ١٠/ ٩٥؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لأميَّة أو لعبد مناف الهذلي أو للفضل بن عباس أو لأبي زبيد الطائي في خزانة الأدب ٥/ ١٧٦، ١٧٧، ١٧٨؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لأميَّة أو لعبد مناف في الدر ٤/ ١٦٢، ١٦٥؛ ولأمية أو لأبي ذؤيب أو للفضل بن العباس في شرح المفصل ٩/ ٩٩؛ وللهذلي في جمهرة اللغة ص ٢٣٨؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦/ ٢٣؛ والجنى الداني ص ٩٨؛ وجواهر الأدب ص ٧٢؛ والدرر ٤/ ٢١٥؛ ورصف المباني ص ١١٨، ١٧١؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٠؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١١٤؛ واللامات ص ٨١؛ والمقتضب ٢/ ٣٢٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٢، ٣٩).

اللغة: ذو حيد: صاحب قرون الحيد والحيود: حروف قرن الوعل. المشمخر: المرتفع. الظيان: نوع من النبات، وكذلك الآس.

المعنى: أتعجب، وأقسم بالله أنه لن يبقى وعل على قيد الحياة أبداً، حتى وهو يسكن في جبل مرتفع ينبت فيه الآس والظيان، أي كلنا إلى الموت.