حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (إلا) بالكسر والتشديد

صفحة 193 - الجزء 1

  «رجل»، فيلزم الفصل بينهما بالجملة المفسرة وهي أجنبية، فمردود بقوله تعالى: {إِنِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}⁣[النساء: ١٧٦] ثم الفَضلُ بالجملة لازم وإن لم تقدّر مفسرة، إذ لا تكون صفة؛ لأنها إنشائية.

  ***

  · (إلا) بالكسر والتشديد - على أربعة أوجه:

  أحدها: أن تكون للاستثناء، نحو: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا}⁣[البقرة: ٢٤٩]، وانتصاب ما بعدها في هذه الآية ونحوها بها على الصحيح؛ ونحو: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا


  (قلت) وفيه نظر؛ لأن الدعاء يشعر بالطلب في بعض المرات كقول السائل رحم الله امرئاً أعانني وهو هنا موصوف بهذا القصد متأت اهـ. دماميني، وأجاب الشمني بأنه فرق بين الأشعار والقصد وكلام المصنف في الثاني. قوله: (فيلزم الفصل بينهما بالجملة المفسرة) فيه تسامح من جهة أن المفسرة فعلها لا هي بأسرها قوله: (وهي أجنبية) أي: فالفصل بها ممنوع قوله: (فمردود بقوله تعالى الخ) أي: ففي هذه الآية فصل بجملة هلك التي هي مفسرة بين الصفة والموصوف، فحاصل هذا الرد منع أن تكون المفسرة أجنبية أي وعلى تقدير إنها أجنبية فلا يسلم الامتناع لأنه ورد الخ اهـ. دماميني قوله: (بقوله تعالى إن امرؤ هلك الخ) فقد فصل فيها بين الصفة والموصوف بالجملة المفسرة وهو مبني على أن جملة ليس له ولد نعت لا حال لأنه لو كان حال فأما من امرؤ وهو نكرة، وأما ضمير هلك وهي مفسرة ليست مقصودة، فالضمير الذي فيها ليس مقصوداً أو بها اندفع ما قاله العلامة الدماميني أنه يحتمل أن ليس له ولد حال كما صرح به بعض المعربين فليس فيه فصل بين والموصوف بالمفسرة اهـ. تقرير دردير.

  قوله: (ثم الفصل الخ) أي: أن الفصل لازم على كلام الخليل من أن رجلاً معمول لتروني ويدل صفة ففيه الفصل بين رجلاً وبين يدل بقوله جزاه الله خيراً، فالفصل لازم للخليل كهذا القائل فما وجه الاعتراض على هذا القائل دون الخليل، وقوله: والصفة لا تكون إنشاء وأجيب بأنه لا نسلم أن جزاه الله إنشاء بل معمول لمحذوف، أي مقولاً فيه جزاه الله فصح اعتراض ابن الحاجب على هذا القائل دون الخليل اهـ. تقرير دردير. قوله: (لأنها إنشائية) أي: والإنشائية لا تقع صفة وفيه نظر إذ لا يلزم من امتناع كونها صفة وقوع الفصل بالجملة لجواز أن تقدر معمولة لفعل محذوف صفة لرجل أي إلا رجلاً مقولاً فيه جزاه الله خيراً بدل فلم الفصل بجملة ولو سلم كونها غير محكية بالقول جعلت معترضة، والفصل بها مغتفر واقع في الفصيح نثراً ونظماً اهـ دماميني.

  (إلا) قوله: (وانتصاب ما بعدها في هذه الآية ونحوها بها على الأصح) ومقابلة الفعل الذي ذكر قلبها ويرده قولك القوم إخوتك إلا زيداً إذ لم يتقدم فعل اهـ. تقرير دردير قوله: (ونحوها) أي: مما وقع الاستثناء فيه منصوباً، وإن لم يكن متصلاً.