القاعدة التاسعة
  تجرُّ «رُبَّ» إلا النكرات، ولا يكون في النثر فعلُ الشَّرطِ مضارعاً والجواب ماضياً، وقال الشاعر [من البسيط]:
  ٩٣٣ - إِنْ تَرْكَبُوا فَرُكُوبُ الخَيْلِ عَادَتُنَا، ... أَوْ تَنْزِلُونَ فَإِنَّا مَعْشَرٌ نُزُلُ
  فقال يونس أراد: أو أنتم تنزلون، فعطف الجملة الاسمية على جملة الشرط، ذلك وجعل سيبويه من العطف على التوهم؛ قال: فكأنه قال: أتركبون فذلك عادتنا أو تنزلون فنحن معروفون بذلك؛ ويقولون: «مرزتُ برجل قائم أَبَوَاهُ لا قاعِدَيْنِ»، ويمتنع «قَائِمَيْنِ لا قاعد أبواه»، على إعمال الثاني وربط الأول بالمعنى.
القاعدة التاسعة
  أنهم يَتَّسِعُونَ في الظرفِ والمجرورِ مَا لا يَتَّسِعون في غيرهما، فلذلك فَصَلُوا
  قوله: (ولا يكون في النثر فعل الشرط مضارعاً والجواب ماضياً) لا فائدة لهذا بعد قوله أولاً ولا يجوز أن يقم زيد قام عمرو إلا في الشعر، وقوله والجواب مرفوع بالعطف على المضاف من قوله فعل الشرط ولا يجوز خفضه بالعطف على الشرط لأنه يؤدي للعطف على معمولي عاملين وهو ممنوع في مثل هذا على الصحيح.
  قوله: (ان تركبوا) جملة تركبوا مجزوم بأن وقوله فركوب جواب الشرط وقوله أو تنزلون قول يونس أنه خبر لمحذوف أي وأنتم تنزلون قوله: (فعطف الجملة الاسمية الخ) يعني وجملة الشرط لا تكون إلا فعلية فيكون عطف الاسمية عليها جارياً على قاعدة اغتفارهم في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل وينبغي أن يكون مثل هذا عند الكوفيين والأخفش جائزاً من غير حاجة إلى هذا الاعتذار لأنهم يجوزون في نحو وإن امرأة خافت من بعلها الخ كون امرأة مبتدأ خبره خافت. قوله: (من العطف على التوهم) أي: إنه توهم أن الاستفهام حال محل أداة الشرط.
  قوله: (لا قاعدين) عطف على قائم الذي هو صفة فيلزم أن يكون الآخر أيضاً صفة وفيه أنه كيف يوصف الواحد بالمثنى وأجيب بأنه يغفر في الثاني. قوله: (على إعمال الثاني) أي: وهو قاعد في أبواه فيفرد ويضمر في الأول وقوله وربط الأول أي قائمين، وقوله بالمعنى أي بالضمير المغتفر في الثواني.
  قوله: (فلذلك فصلوا بهما الفعل الناقص الخ) هذا مذهب جمهور البصريين وأجاز
٩٣٣ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ١١٣؛ وخزانة الأدب ٨/ ٣٩٤، ٥٥٢، ٥٥٣؛ والدرر ٥/ ٨٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٥؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٧٦؛ والكتاب ٣/ ٥١؛ والمحتسب ١/ ١٩٥؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ٢/ ٦٠).
المعنى: نحن قوم شجعان محاربون نتقن فنون القتال جميعاً من طعان على ظهور الخيل إلى ضراب بالسيوف للمشاة.