حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: الجواز مطلقا

صفحة 83 - الجزء 3

عطف الاسمية على الفعلية، وبالعكس

  فيه ثلاثة أقوال:

  أحدها: الجواز مطلقاً، وهو المفهوم من قول النحويين في باب الاشتغال في مثل «قام زيدٌ وعَمْراً أكرمتُهُ» إن نصب «عمراً» أرجح، لأن تناسب الجملتين المتعاطفتين أولى من تخالفهما.

  والثاني: المنع مطلقاً حكي عن ابن جني أنه قال في قوله [من الرمل]:

  ٧٣٤ - عَاضَها اللَّهُ غُلاماً بَعْدَ مَا ... شَابَتِ الأصْدَاغُ وَالضّرْسُ نَقِدْ

  إن «الضرس» فاعل بمحذوف يُفسره المذكور، وليس بمبتدأ، ويلزمه إيجاب النصب في مسألة الاشتغال السابقة، إلا إن قال: أُقدر الواو للاستئناف.


عطف الاسمية على الفعلية وبالعكس

  قوله: (أن نصب عمراً) أي: بفعل محذوف يفسره المذكور. قوله: (أرجح) أي: من رفعه على أنه مبتدأ أو الجملة بعده خبر والجملة الإسمية عطف على الفعلية قبلها. قوله: (لأن تناسب الجملتين) أي: الحاصل عند نصب عمرو، وقوله: أولى من تخالفهما، أي: الحاصل عند رفعه أي فهذا يدل على الجواز. قوله: (عاضها الله) أي: زوجها الله أن بعد كبرت وصارت في هذا السن قوله: (نقد) بالقاف من باب فرح أي: تأكل وتكسر. قوله: (أن الضرس الخ) فيه أنه لا يؤخذ من هذا الوجوب إذ يحتمل ان ذلك على جهة الأولوية لا على سبيل الوجوب وهذا الاعتراض وارد على نسخة انه قال وأما على نسخة وأنه قال لا يرد،؛ لأن المعنى والثاني المنع وحكي عن ابن جني وأنه قال الخ، أي: وحكى أنه قال هذا في البيت وأنه أوله بأن الضرس فاعل الخ. قوله: (فاعل محذوف) أي: ونقد الضرس أي بعد ما شابت وبعد ما نقد الضرس فهو عطف جملة فعليه. قوله: (وليس بمبتدأ) أي: مخبر عنه بما بعده. قوله: (في مسألة الاشتغال السابقة) وهي قام زيد وعمراً أكرمته أي: مع أنهم صرحوا بجواز الرفع. قوله: (أقدر الواو) أي:


٧٣٤ - التخريج: البيت للهذلي في (لسان العرب ٣/ ٤٢٦ (نقد)؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص ٤٩؛ والخصائص ٢/ ٧١؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٧٣؛ ولسان العرب ٨/ ٤٣٩ (صدغ)).

اللغة: عاضها: عوضها. الصدغ جانب الرأس بين العين والأذن، نقد: تكسر.

المعنى: لقد رزقها الله ابناً بعد أن كبرت وتقدمت في السن ولم تعد قادرة على الأكل حتى ... ، فقد تكسرت أسنانها.