حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف الصفة

صفحة 402 - الجزء 3

حذف الصفة

  {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ٧٩}⁣[الكهف: ٧٩] أي: صالحة، بدليل أنه قرئ كذلك؛ وأن تعييبها لا يخرجها عن كونها سفينة؛ فلا فائدة فيه حينئذٍ {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}⁣[الأحقاف: ٢٥] أي: سلطت عليه بدليل {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ}⁣[الذاريات: ٤٢] الآية {قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ}⁣[البقرة: ٧١] أي: الواضح، وإلا لكان مفهومه كفراً {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا}⁣[الزخرف: ٤٨]، وقال [من المتقارب]:

  ٨٦٤ - [وَقَدْ كُنتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَا] ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئاً وَلَمْ أَمْنَع

  وقال [من الوافر]:

  ٨٦٥ - [وَلَيْسَ لِعَيْشِنَا هَذَا مَهَاةٌ] ... وَلَيست دارُنَا هَاتا بِدَارِ


حذف الصفة

  قوله: (أي صالحة) أي: للسير فيها. قوله: (فلا فائدة فيه) أي: في التعييب الحامل على عدم أخذها فوجب أن يقدر الوصف لأجل أن يكون للتعيبيب فائدة. قوله: (فلا فائدة فيه) أي: في تعييبها حين عد تقدير الصفة يعني تعييبها يخرجها عن كونها صالحة فيكون فيه فائدة حين تقدير الصفة فيجب تقديرها اهـ شمني قوله: (وإلا كان مفهومه) وهو كان قبل الآن على الباطل. قوله: (وليست دارنا الخ) هذا عجز بيت صدره:


٨٦٤ - التخريج: البيت للعباس بن مرداس في (ديوانه ص ٨٤؛ والدرر ٦/ ٢٥؛ وشرح التصريح ٢/ ١١٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٢٥؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥١؛ والشعر والشعراء ٢/ ٧٥٢؛ ولسان العرب ١/ ٧٢ (درأ)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٦٩؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٤٠١؛ وهمع الهوامع ١٢٠/ ٢).

شرح المفردات: ذو تدراً: أي ذو قوة ومنعة.

المعنى: يقول: لقد كنت في الحرب ذا منعة وقوة ولي فضل كبير في الغنائم فكيف لم أعط شيئاً جزيلاً ولم أمنع؟

٨٦٥ - التخريج: البيت لعمران بن حطان في (ديوانه ص ١١٢؛ وتخليص الشواهد ص ١٢١؛ وخزانة الأدب ٥/ ٣٦١، ٣٦٢؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٧٠؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٠٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٢٦؛ والكتاب ٣/ ٤٨٨؛ ولسان العرب ١٣/ ٥٤٢ (مهه)؛ والمقتضب ٢/ ٢٨٨، ٤/ ٢٧٧).

اللغة: المهاه: الصفاء والرونق الجميل.

المعنى: ليس لحياة المرء رونق بهي، وليس باقياً فيها، بل لا بد من نهايتها وانتقاله إلى الدار الآخرة.