حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف لام التوطئة

صفحة 428 - الجزء 3

  محذوفة من «أَنْ». وقال بعضهم: يجوز أن يكونَ {أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}⁣[الكهف: ٢٤] كلمة تأييد أي: لا تقوله أبداً، كما قيل في {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا}⁣[الأعراف: ٨٩] لأن عَوْدَهم في ملّتهم مما لا يَشاؤُه الله سبحانه. وجَوَّزَ الزمخشري أن يكون المعنى: ولا تقولنّ ذلك إلا أن يشاءَ اللَّهُ أَنْ تقوله بأن يأذن لك فيه، ولما قاله مُبْعِد، وهو أن ذلك معلوم في كلّ أمرٍ ونهي، ومُبْطِل، وهو أنه يقتضي النهي عن قول إنّي فاعل ذلك غداً مطلقاً، وبهذا يردُّ أيضاً قول مَنْ زعم أن الاستثناء منقطع، وقول من زَعَم أن {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}⁣[الكهف: ٢٤] كناية عن التأبيد.

حذف لام التوطئة

  {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ}⁣[المائدة: ٧٣]، {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ١٢١}⁣[الأنعام: ١٢١]، {وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٢٣}⁣[الأعراف: ٢٣]، بخلاف {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٤٧}⁣[هود: ٤٧].


  الله نحو لأفعلن إلا يشاء الله فيكون المحذوف من هذه الآية حرف الاستثناء الداخل على أن يشاء الله وهو أداة الاستثناء وحدها اهـ شمني. قوله: (فطوي ذكره) أي: غير مقدر في الكلام ليغاير كلام السهيلي قوله: (وعليهما) أي: على جعل المستثنى مصدراً أو حالاً قوله: (أن يكون أن يشاء الله) الأولى أن يقول أن يكون إلا ان يشاء الله. قوله: (إن ذلك معلوم في كل أمر ونهي) أي: فالشيء المأمور بفعله إنما يفعل ما لم يشاء الله عدم فعله والمنهي عن فعله وإنما يترك إذا لم يشأ فعله، وحينئذ فلا وجه لتخصيص النهي عن القول المذكور بهذا المعنى قوله: (مطلقاً) أي: سواءً قيده بشيء أو لم يقيده وهو خلاف الإجماع فإنه لا يختلف في جواز قول القائل لأفعلن غداً إن شاء الله. قوله: (وبهذا يرد أيضاً قول من زعم أن الاستثناء منقطع) أي: لأنه يؤدي إلى نهي كل أحد عن أن يقول إني فاعل ذلك غداً مطلقاً قيده بشيء أو لم يقيده وهو خلاف الإجماع إذ لا يختلف في جواز قول القائل لأفعلن غداً كذا إن شاء الله وجعله منقطعاً يدرجه في النهي. قوله: (كناية عن التأييد) أي: وليست إلا استثناء أصلاً لا متصلاً ولا منقطعاً، ووجه الرد أن هذا لا يصح إذ لا يصدر مثل هذا إلا عن جهل.

حذف لام التوطئة:

  قوله: (وإن لم ينتهوا) أي: ولئن لم ينتهوا أي والله لئن الخ، فقوله ليمسن جواب قسم محذوف. قوله: (وإن أطعتموهم) أي: ولئن أطعتموهم أي والله إن أطعتموهم فقوله إنكم لمشركون جواب لقسم محذوف قوله: (وان لم تغفر لنا وترحمنا) أي: ولئن لم تغفر لنا أي والله إن لم تغفر لنا فقوله لنكونن من الخاسرين جواب لقسم محذوف. قوله: (أكن من الخاسرين) فإن أكن جواب الشرط لا جواب قسم محذوف.