القاعدة الحادية عشرة
  قيل: ومن القلب {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا}[النمل: ٢٨] الآية؛ وأجيب بأن المعنى: ثم تَوَلَّ عنهم إلى مكان يقرب منهم؛ ليكون ما يقولونه بمسمع منك فانظر ماذا يرجعون، وقيل في {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ}[القصص: ٦٦]: إن المعنى: فعميتم عنها، وفي {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ}[الأعراف: ١٠٥] الآية فيمن جَرَّ بـ «على» بعد أن وصلتها على أن المعنى حقيق علي بإدخالها على ياء المتكلم كما قرأ نافع؛ وقيل: ضمن حقيق معنى حريص، وفي {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}[القصص: ٧٦]: إن المعنى لتنوء العصبة بها أي تنهض بها متثاقلة، وقيل: الباء للتعدية كالهمزة، أي لتنيء العصبة؛ أي تجعلها تنهض متثاقلة.
القاعدة الحادية عشرة
  من مُلح كلامهم تَقَارُضُ اللفظَيْنِ في الأحكام، ولذلك أمثلة:
  الإحسان والإساءة فهو له فعلان ولا يتحمل أحدهما وهو الإساءة حاقداً بل يصرفها وليس المراد أن فعله واحد ولذلك الفعل شران. قوله: (اذهب بكتابي هذا الآية) أي: فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون أي فالأصل فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم وارجع إلي وأخبرني لأن النظر إنما هو قبل التولي والانصراف عنهم قوله: (فعميتم عنها) الأولى فعموا عنها أي عن الأنباء ليناسب الغيبة في عليهم قوله: (وفي حقيق) أي: وقيل القلب في حقيق الخ، وحاصله أن حقيق على أن لا أقول معناه أي وجب علي قول الحق فحقيق خبر مقدم، وقوله الحق مبتدأ مؤخر وجار ومجرور متعلق بحقيق وهذا المعنى قلب لمعنى قراءة الجماعة حقيق على أن لا أقول فحقيق خبراً محذوف أي أنا حقيق وعلى حرف جر وأن لا أقول مجرور بعلى فما كانت مبتدأ صار مجروراً بعلى وما كان مجروراً بعلى صار مبتدأ وهو المقدر قبل حقيق أي أنا حقيق أي واجب علي قول الحق ولا شك أن قلب هذا قول الحق واجب عليّ. قوله: (على ان المعنى) أي: بناءً على أن المعنى أي إن القلب بناءً على أن معنى قراءة التخفيف هو معنى قراءة التشديد أي لا على التضمين إذ لا قلب عليه قوله: (التنوء) أي: لتثقل أي لتنهض بحملها متثاقلة أي إن الجماعة العصبة أي القوية إذا حملوا المفاتيح لتنهض بحملها متثاقلة فقوله لتنوء بالعصبة فيه قلب أي لتنوء العصبة بالمفاتيح أي لتنهض بالمفاتيح متثاقلة. قوله: (التنوء بالعصبة) أي: لتنهض المفاتيح بحمل العصبة متثاقلة هذا ظاهره وليس مراداً والمعنى المراد لتنوء العصبة بالمفاتيح أي تنهض العصبة بحمل المفاتيح متثاقلة. قوله: (وقيل الباء للتعدية) أي: فالماضي أصله ناءت العصبة أي ثقلت فإذا دخلت الباء قلت ناءت أي ثقلت المفاتيح بالعصبة أي أناءت العصبة أي صيرت العصبة متثاقلة والمضارع منه تنوء فالمعنى لتنئ المفاتيح العصبة أي تجعلها وتصيرها ناهضة بها على ثقل. قوله: (ملح) جمع ملحة كغرفة وغرف والملحة ما