حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

2 - ولادته ونشأته ووفاته:

صفحة 4 - الجزء 1

٢ - ولادته ونشأته ووفاته:

  وُلد ابن هشام بالقاهرة في شهر ذي القعدة من سنة ٧٠٨ هـ/ ١٣٠٦ م، ونشأ فيها.

  درس معظم علوم عصره من نحو، وصرف، وفقه، وقراءة، وتفسير، وأدب، ولغة على أيدي شيوخها في ذلك العصر، متخذاً الصبر والمثابرة شعاراً، ولسان حاله يقول [من الطويل]:

  ومَنْ يَصْطَبِرْ لِلْعِلْمِ يَظْفَرُ بِنَيْلِهِ ... وَمَنْ يَخْطُبِ الحَسْنَاءَ يَصْبِرْ عَلَى البَذْلِ

  ومَنْ لَمْ يُذِلُّ النَّفْسَ في طَلَبِ العُلى ... يسيراً يَعِشْ دَهْرَاً طويلاً أَخَاذُلٌ

  وبعد تضلعه من هذه العلوم انتقل إلى التدريس، فدرّس علوم العربية في مصر ومكة عندما جاور بها. وكان شافعي المذهب، وأصبح بصفته هذه مدرساً لعلم التفسير بالقبة المنصورية بالقاهرة، ثم انتقل إلى المذهب الحنبلي قبل وفاته بخمس سنوات لينال منصب معلم بالمدرسة الحنبلية بالقاهرة، كما حدَّث عن ابن جماعة (محمد بن إبراهيم ٧٣٣ هـ /١٣٣٢ م) بالشاطبية، وزار مكّة مرتين: أولاهما سنة ٧٤٩ هـ / ١٣٤٨ م وفيها ألف كتابه «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، ولكنه أضاعه في أثناء عودته إلى مصر. وثانيتهما سنة ٧٥٦ هـ/ ١٣٥٥ م وفيها أعاد كتابته.

  توفي ابن هشام ليلة الجمعة في الخامس من ذي القعدة سنة ٧٦١ هـ/ ١٣٦٠ م، فدُفن بعد صلاة الجمعة بمقابر الصوفية خارج باب النصر من القاهرة، فرثاه ابن نباتة المصري (محمد بن محمد ٧٦٨ هـ ١٣٦٧ م) بقوله [من الطويل]:

  سَقَى ابن هشام في الثَّرَى نَوْءُ رَحْمَةٍ ... يَجُرُّ على مثواهُ ذَيْلَ غَمامِ

  سأروي له من سيرة المدحِ مُسْنَداً ... فما زِلْتُ أَرْوي سيرة ابن هشام

  كما رثاه ابن الصاحب بدر الدين (محمد بن أحمد ٨١٣ هـ/ ١٤١٠ م) بقوله: [من الطويل]:

  تَهَنَّ، جمال الدين بالخُلْدِ إِنَّنِي ... لِفَقْدِكَ عَيْشِي تَرْحَةٌ ونكالُ.

  فما لِدُروسِ غِبْتَ عنها طلاوة ... ولا لزمان لست فيها جمال

٣ - صفاته وعلومه:

  يظهر أن ابن هشام كان يتمتَّع بذكاء خارق، وذاكرة قوية، فقد استطاع أن يبرز في عدة علوم، ومنها النحو، والفقه والأدب والتفسير واللغة، وأن يفوق الأقران