حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف المعطوف عليه

صفحة 405 - الجزء 3

  يَقْتَرِنُ بالعمل الصالح في عدم الانتفاع به؛ وهذا التأويل ذكره ابن عطية وابن الحاجب.

  ومن القليل حذف «أم» ومعطوفها كقوله [من الطويل]:

  [دَعَانِي إِلَيْهَا القَلْبُ، إِنِّي لأمْرِهِ ... مُطِيعٌ] فَمَا أَدْرِي أَرُشْدُ طِلابُهَا

  أي: أم غي، وقد مَرَّ البحث فيه.

حذف المعطوف عليه

  {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ}⁣[البقرة: ٦٠]، أي: فضرب فانفجرت؛


  من قبل صفة لقوله نفساً، وقوله أو كسبت في إيمانها خيراً عطفاً على آمنت والمعنى ان أشراط الساعة إذا جاءت ذهب أوان التكليف عندها فلم ينفع الإيمان حينئذ نفساً. غير مقدمة إيمانها من قبل ظهور الآيات أو مقدمة إيمانها غير كاسبة خيراً في إيمانها فلم يفرق كما ترى بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الإيمان وبين النفس التي آمنت في وقته ولم تكسب خيراً هذا حاصل كلامه وأجاب المصنف عن التمسك بالآية بأنها من قبيل اللف التقديري فتقدر محذوفاً معطوفاً على فاعل ينفع وهو إيمانها أي لا ينفع نفساً إيمانها ولا كسبها أي لا ينفع نفساً إيمانها في التي لم تكن آمنت من قبل ولا كسبها خيراً في التي آمنت من قبل، ولكن لم تكسب خيراً قبل فنفي نفع الإيمان راجع للنفس التي لم يصدر منها الإيمان قبل ذلك ويكون نفي نفع الكسب راجعاً إلى النفس التي صدر منها الإيمان قبل ذلك، ولكنها لم تكن كسبت في إيمانها خيراً وبهذا التأويل توافقت الآيات والأحاديث الشاهدة على أن مجرد الإيمان ينفع ويورث النجاة من العذاب ولو بعد حين. قوله: (إذ قالوا الخ) حاصل الشبهة أن الله سوى بين عدم الإيمان وبين الإيمان الذي لم يقترن بالعمل الصالح في عدم الانتفاع فيكون الإيمان مركباً من التصديق والعمل، وأن التصديق بدون العمل الصالح لا ينفع وهذا مبني على ما فهموه من أن معنى الآية لم تكن آمنت أو كانت آمنت ولم تكن كسبت في إيمانها خيراً قوله: (الذي لم يقترن بالعمل الصالح) أي: وتمسكوا بظاهر الآية على أن الإيمان مجرداً عن العمل الصالح لا ينفع. قوله: (ومن القليل الخ) أي أنه يكثر في العاطف أن يحذف مع المعطوف بخلاف أم العاطفة فإنه يقل حذفها معه. قوله: (كقوله) أي: قول أبي ذؤيب الهذلي وصدره:

  دعاني إليها القلب إني لأمره

  سميع. قوله: (وقد مر الخ) حاصله أنه لا مانع من جعل الهمزة بمعنى هل وهل لا معادل لها، وحينئذ فلا حذف.

حذف المعطوف عليه

  قوله: (أي فضرب فانفجرت) أي: فحذف المعطوف عليه والفاء الداخلة على فانفجرت عطف تلك الجملة على الجملة المحذوفة ولا يصح، وتكون عاطفة لجملة