والسادس: الظرفية
  الشَّجَري في: {فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ}[الإسراء: ٥٢]: هو كقولك: «أجبته بالتلبية»، أي: فتجيبونه بالثناء، إذ الحمد الثناء، أو الباء للمصاحبة متعلّقة بحال محذوفة، أي: معلنين بحمده، والوجهان في {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}[النصر: ٣].
  والسادس: الظرفية، نحو: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ}[آل عمران: ١٢٣]، {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ٣٤}[القمر: ٣٤].
  والسابع: البدل، كقول الحماسي [من البسيط]:
  ١٤٦ - فَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوْماً إِذَا رَكِبُوا ... شَنُوا الإغارة فُرْسانا وَرُكْبانَا
  وانتصاب «الإغارة» على أنه مفعول لأجله.
  وقوله مقام السبب أي المعونة التي لم يصرح بها التي هي نعمة الله من توجب حمده على المنعم عليه قوله: (كقولك أجبته الخ) أي: لأن الاستجابة والإجابة بمعنى واحدة. قوله: (أي فتجيبونه بالثناء) أي: فالباء متعلقة بيستجيبون على أنها للاستعانة. قوله: (متعلقة بحال محذوفة) أي: فيكون الظرف لغواً والمعنى فتستجيبون ملتبسين بحمده والمراد بهذا الالتباس بحسب القرينة الإعلان اهـ دماميني قوله: (معلنين بحمده) أي: رافعين أصواتكم بالإجابة مع حمده وهذا في المعنى يرجع لقوله حامدين له فهذا المعنى هو عين ما تقدم للمصنف في قولك حامداً له وليس هو غيره فقوله متعلق بحال محذوفة أي وتلك مستفادة من باء المصاحبة قوله: (والوجهان) أي: جواز كونها للاستعانة وكونها للمصاحبة. قوله: (والوجهان الخ) هذا من كلام الشجري فلا تكرار في كلام المصنف حيث قال في الباء في فسبح بحمد ربك أنها للمصاحبة أو للاستعانة. قوله: (الظرفية) وعلامتها وقوع في موقعها قوله: (ببدر) أي: في بدر وهذا مثال للظرف المكاني وقوله بسحر أي في سحر وهو الوقت الذي قبيل الفجر وهذا مثال للظرف الزماني. قوله: (البدل) وعلامتها أن يحسن الإتيان في موضعها بكلمة بدل. قوله (شنوا) في نسخة شنوا أو على نسخة شنوا أي فرقوا جيشاً لهم من كل وجه لأجل الإغارة والإغارة دفع الخيل على من يراد أخذه أو قتاله. قوله: (وانتصاب الإغارة الخ) دفع به ما يتوهم أنه مفعول به. قوله: (على أنه مفعول لأجله) أي كقوله الشاعر:
١٤٦ - التخريج: البيت لقريط بن أنيف في (خزانة الأدب ٦/ ٢٥٣؛ والدرر ٣/ ٨٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٦٩؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٧٢، ٢٧٧؛ وللعنبري في لسان العرب ١/ ٤٢٩ (ركب)؛ وللحماسي في همع الهوامع ٢/ ٢١).
اللغة الإغارة: الهجوم الفرسان ج الفارس، وهو راكب الفرس الركبان: ج الراكب، وهو راكب الإبل عادة.
المعنى: يتمنى الشاعر استبدال قومه بقوم إذا ركبوا للحرب تفرّقوا للهجوم على الأعداء والإيقاع بهم، ما بين فارس وراكب.