والحادي عشر: واو ضمير الذكور
  والحادي عشر: واو ضمير الذكور، نحو: «الرِّجَالُ قَامُوا»، وهي اسم، وقال الأخفش والمازني: حرف، والفاعل مستتر، وقد تستعمل لغير العقلاء إذ نُزُلُوا مَنْزِلَتهم، نحو قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ}[النمل: ١٨]، وذلك لتوجيه الخطاب إليهم، وشذ قوله [من الطويل]:
  ٥٨٨ - شَرِبْتُ بِهَا وَالدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحه ... إِذَا مَا بِنُو نَعْشِ دَانَوْا فَتَصَوَّبُوا
  والذي جَرَّأه على ذلك قوله: «بنو» لا «بنات»؛ والذي سَوَّغ ذلك أن ما فيه من تغيير نغم الواحد شَبَّهه بجمع التكسير، فسهل مجيئه لغير العاقل، ولهذا جاز تأنيث
  قوله: (حرف) أي: دال على جمعية الفاعل. قوله: (والفاعل مستتر) تقديره هم.
  قوله: (وذلك) أي: وبيان ذلك أي التنزيل في الآية قوله: (لتوجيه الخطاب إليهم) أي: في قوله يا أيها النمل فإن النداء خطاب وهو لا يتوجه إلا للعقلاء فأتى بالواو لذلك التنزيل. قوله: (وشذ الخ) أي: لأنه لم يوجد فيه خطاب حتى ينزل منزلة العقلاء وقد يكتفي في ذلك بإسناد الدنو والتصوب، قال الدماميني ويروي تمززتها والديك والتمزز تمصص الشراب قليلاً قليلاً وبنات نعش سبع نجوم أربع نعش وثلاث بنات نعش ثنتان كبرى وصغرى القطب من جملتها والتصوب النزول والمراد هنا النزول إلى جهة الغروب. قوله: (جرأه) أي: حمله على ذلك أي على ترجيح الواو في قوله فتصوبوا لغير العقلاء، وقوله قوله بنو أي لأنه لا يستعمل إلا للعقلاء فعبر بالواو لأجل المشاكلة، وقوله لا بنات أي مع أنه المشهور فيها والشائع. قوله: (سوغ ذلك) أي: سوغ الإتيان ببنو دون بنات. قوله: (أن ما فيه) خبر الذي والضمير عائد على بنو، وقوله من تغيير بيان لما. قوله: (شبهه الخ) حاصله أن السلامة ما هو سلم فيه أبناء الواحد وهو مختص بالعاقل بخلاف جمع التكسير فإنه لا يختص به وبنو جمع سلامة لكنه تغير فيه بناء الواحد فأشبه جمع التكسير، فلما ألحق بجمع التكسير سهل مجيء بنو لغير العاقل، فلما أتى ببنو ساغ له الإتيان بالواو التي للعاقل في قوله تصوبوا للمشاكلة.
  قوله: (ولهذا) أي: لأجل شبهه بجمع التكسير، وقوله جاز تأنيث فعله أي كما
٥٨٨ - التخريج: البيت للنابعة الجعدي في (ديوانه ص ٤؛ والحماسة البصرية ٢/ ٧٤؛ وخزانة الأدب ٨/ ٧٨، ٧٩، ٨٤؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٧٦؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٨٢؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٥٠؛ والكتاب ٢/ ٤٧؛ ولسان العرب ٦/ ٣٥٥ (نعش)؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٣٧٠؛ وشرح المفصل ٥/ ١٠٥؛ والمقتضب ٢/ ٢٦٦).
اللغة: بنو نعش: بنات نعش وهن سبع نجوم وسميت بذلك لأنها على هيئة النعش. تصوبوا: نزلوا، والتصوب: الانحدار.
المعنى: إنه يشرب الخمر قبيل طلوع الفجر، في الوقت الذي يصيح فيه الديك وفي الوقت الذي تدنو فيه بنات نعش للهبوط نحو الجهة التي تغيب فيها.