حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثالث: «آية» بمعنى «علامة»،

صفحة 481 - الجزء 2

  بالمهدوي المفسر المُقراء - أن حيث في قوله [من الرجز]:

  ٦٦٠ - ثُمَّتَ رَاحَ فِي المُلَبِّينَ إِلَى ... حَيْثُ تَحَجى المأزمان وَمِنَى

  لما خرجت عن الظرفية بدخول «إلى» عليها خرجت عن الإضافة إلى الجمل، وصارت الجملة بعدها صفة لها وتكلّف تقدير رابط لها، وهو فيه، وليس بشيء؛ لما قدمنا في أسماء الزمان.

  الثالث: «آية» بمعنى «علامة»، فإنها تُضاف جوازاً إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها مثبتاً أو منفياً بما، كقوله [من الوافر]:

  ٦٦١ - بآيَةِ يُقْدِمُونَ الْخَيْلَ شُعْثاً ... [كَانَ عَلَى سَنَابِكِها مُدَامَا]


  مضافة للجملة ولو خرجت عن الظرفية.

  قوله: (وزعم المهدوي) نسبة للمهدية قرية من بلاد المغرب نسبة على غير قياس والقياس المهدي قوله: (شارح الدريدية) قصيدة لابن دريد مقصورة لقصر أواخر أبياتها. قوله: (ثمت) أصلها ثم العاطفة لحقتها التاء لتأنيث الكلمة وإذا دخلت عليها التاء اختصت بعطف الجمل. قوله: (في) (الملبين) أي: الذين يقولون لبيك. قوله: (تحجي) أي: أقام وقوله المأزمان اسم محل ضيق بين مزدلفة وعرفة فالمعنى ثم راح الرجل مع الملبين إلى مكان موصوف بأنه حل فيه هذان المكانان وهما المأزمان ومنى فالمكان الموصوف كبير تحته أفراد الأمكنة من جملة ذلك المأزمان ومنى وقوله: المازمان فاعل تحجي. قوله: (بدخول إلى عليها) أي: هو أن ما بعدها من الجمل في محل جر سواء كانت تلك الأسماء ظروفاً أو خارجة عن الظرفية فيقاس حيث على ما سبق بجامع اسمية الظرف في كل هذا مراده ورد بأنه لا يلزم من كون الأولى تكون مضافة للجمل سواء كانت ظروفاً أو أسماء أن تكون أسماء المكان كذلك ألا ترى أن أسماء الزمان كلها تضاف للجمل ولا يضاف من أسماء المكان للجمل إلا حيث فإضافتها للجمل خلاف الأصل فلو لزم جريان الحكم الذي في أسماء الزمان في أسماء المكان لكانت أسماء المكان كلها مضافة للجمل تأمل. قوله: (بآية يقدمون الخ) تمامه:


٦٦٠ - التخريج: (ديوان ابن دريد ص ١٢٠).

اللغة: الملبون: هم الذين يقولون في الحج: لبيك اللهم لبيك. جمع ملب. المأزمان: تثنية مازم، وهو اسم محل ضيق بين المزدلفة وعرفة. منى: اسم مكان معروف في الحج تقيم الحجاج به ثلاثة أيام بعد يوم النحر. تحجي: أقام.

المعنى: ثم راح الرجل مع الملبين إلى أرض فيها هذان المكانان وهما المأزمان بين المزدلفة وعرفة، وأقام فيهما وفي منى.

٦٦١ - التخريج: البيت للأعشى في (خزانة الأدب ٦/ ٥١٢، ٥١٥؛ ولسان العرب ١٢/ ٢٩٢ (سلم)، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٥٠؛ والدرر ٥/ ٣٣؛ وشرح شواهد =