حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (جير) بالكسر على أصل التقاء الساكنين

صفحة 325 - الجزء 1

حرف الجيم

  · (جَيْرَ) بالكسر على أصل التقاء الساكنين كـ «أَمْسِ»، وبالفتح للتخفيف كـ «أَيْنَ» و «كَيْفَ» - حرف جواب بمعنى «نَعَمْ»، لا اسم بمعنى: «حقا» فتكون مصدراً، ولا بمعنى «أبداً» فتكون ظرفاً، وإلا لأعربت ودخلَتْ عليها «أل» ولم تؤكد «أجَلْ» بـ «جير» في قوله [من الطويل]:


حرف الجيم

  قوله: (بالكسر) وهو الأشهر فيها قوله: (على أصل التقاء الساكنين) يحتمل أن الأصل بمعنى الكثير الغالب والمعنى جير بالكسر على الكثير الغالب التخلص من التقاء الساكنين، ويتوقف على هذا استقراء وقال السعد الأصل بمعنى الأقوى؛ لأن الجزم كالضد للجر حيث اختص الأول بالفعل والثاني بالاسم وأقوى ما يخلص من ثبوت الشيء تحقق ضده، وقال الدماميني إن الجزم في الأفعال عوض الجر في الأسماء وأصل الجزم السكون فلما ثبتت بينهما المعاوضة وامتنع السكون في بعض المواضع ناسب جعل الكسر عوضاً منه، فإن حرك بغير الكسر فذلك لعارض قوله: (بمعنى نعم) أي: فتكون تصديقاً للمخبر وإعلاماً للسمتخبر ووعداً للطالب. قوله: (لا اسم بمعنى حقاً) وذلك لأن كل موضع وقعت فيه جير يصلح؛ لأن تقع فيه نعم وليس كل موضع وقعت فيه جير يصلح أن تقع فيه حقاً فإلحاقها بنعم أولى قوله: (فتكون) أي: حتى تكون بالنصب لأنها في جواب النفي. قوله: (ولا بمعنى أبداً) أي: وليست إسماً بمعنى أبداً فتكون أي حتى تكون ظرفاً أي زمانياً. قوله: (وإلا لأعربت) أي: وإلا تكن حرفاً بل كانت إسماً بمعنى حقاً أو أبداً لأعربت وفي كلامه مناقشة لفظية من جهة إدخاله اللام على جواب إن الشرطية إلحاقاً لها بلو وهو مولد ومعنوية من جهة أن صدق الملازمة بين كونها إسماً بمعنى حقاً أو أبداً بين الإعراب ودخول أل عليها ممنوع وسنده ما التي بمعنى شيء. قوله: (ولم تؤكد) أي: ولزم إنه لا تؤكد أجل بها قوله: (في قوله أجل الخ) صدره:

  وقلن على الفردوس أول مشرب

  وقوله: وقلن على الفردوس هو روضة أي بستان باليمامة والدعاثر جمع دعثور الحوض المثلم ووجه الاستدلال إن أجل حرف بمعنى نعم وقد أكدت بجير فيلزم أن تكون مثل أجل، ولمن ذهب أن جير بمعنى حقاً أن يمنع كونها مؤكدة في البيت لاحتمال أن يكون المعنى نعم بحق ذلك حقاً أو يقع ذلك حقاً لكن يطالب بسبب البناء وقد يجيب بأنها بنيت لموافقتها لجير الحرفية لفظاً ومعنى إن كان هذا القائل يرى أن ترد حرفاً واسماً جير اهـ دماميني، وقوله: وقلن أي قالت النسوة أول مشرب تشربه من الفردوس فقيل لهن