حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - «إن زيدا لقام، أو ليقومن»

صفحة 61 - الجزء 2

  «إن» يتخطاها، تقول: «إنَّ في الدار لزيداً»، و «إنَّ زيداً لقائم»، وكذلك يتخطاها عمل العامل بعدها، نحو: «إِنَّ زَيداً طَعَامَكَ لآكِلِّ». ووهم بدر الدين ابن مالك، فمنع من ذلك، والوارد منه في التنزيل كثير، نحو: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ١١}⁣[العاديات: ١١].

  ***

  تنبيه - «إنَّ زيداً لقام، أو ليقومَن» اللام جواب قسم مقدر، لام الابتداء، فإذا دخلت عليها «علمت» مثلاً فتحت همزتها؛ فإن قلت «لقد قام زيد» فقالوا: هي لام الابتداء، وحينئذ يجبُ كسر الهمزة، وعندي أن الأمرين محتملان.

  ***

فصل

  وإذا خُفِّفت «إِنَّ»، نحو: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً}⁣[البقرة: ١٤٣]، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ٤}⁣[الطارق: ٤]، فاللام عند سيبويه والأكثرين لام الابتداء أفادت - مع إفادتها توكيد النسبة وتخليص المضارع للحال - الفرق بين «إن» المخففة من الثقيلة و «إن»


  حذف من العبارة وبقي حكمه وهو التعليق، وقوله: ودليل الثاني وهو عدم اعتبار صدريتها فيما بعد إن قوله: (يتخطاها) أي: فتخطي العامل لها دليل على إن اللام مقدمة على إن ولا تعتبر صدارتها بعد إن وإلا لمنعت من عمل إن فيما بعدها قوله: (إن في الدار لزيداً) أي: فقد نصبوا بأن مع تأخر اللام عنها. قوله: (عمل العامل بعدها) أي: المغاير لأن. قوله: (طعامك) معمول لقوله لأكل فقدم المعمول ولم تمنع اللام من ذلك لأن اللام حقها التقديم على إن فلا تمنع من العمل.

  قوله: (ووهم بدر الدين بن مالك الخ) لبدر الدين أن يجيب عن الآية بأن المعمول ظرف فيغتفر فيه قوله: (فمنع من ذلك) أي: من تقديم معمول الخبر المقرون بلام الابتداء فلا يسلط عليه العامل الكائن بعدها. قوله (إن ربهم بهم يومئذ) فيهم يومئذ معمول لقوله لخبير قوله: (اللام جواب قسم مقدر) أي: لوجود النون وعدم قد. قوله: (فإذا دخلت عليها) أي: على جملة إن زيداً لقام أو ليقومن قوله: (فتحت همزتها) أي: لأن لام القسم في مثل هذا المحل لا تعلق لأن القسم وجوابه في محل رفع خبر إن وإن ومعمولاها سدت مسد المفعولين.

فصل

  قوله: (وإذا خففت إن) أي: وأهملت لزمتها اللام قوله (المخففة من الثقيلة وإن النافية) أي: لأن إن النافية لا تقع لام الابتداء بعدها.