حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

ما يعرف به الاسم من الخبر

صفحة 9 - الجزء 3

ما يعرف به الاسم من الخبر

اعلم أن لهما ثلاث حالات:

  إحداها: أن يكونا معرفتين، فإن كان المخاطب يعلم أحدهما دون الآخر فالمعلوم الاسم والمجهول الخبر؛ فيقال: «كان زيد أخا عمرو» لمن علم «زيداً» وجهل أخوته لـ «عمرو»، و «كان أخو عمرو زيداً» لمن يعلم أخا لـ «عمرو» ويجهل أن اسمه «زيد»، وإن كان يعلمهما ويجهل انتساب أحدهما إلى الآخر: فإن كان أحدهما أعرف، فالمختار جعله الاسم، فتقول: «كان زيد القائم» لمن كان قد سمع بـ «زيد» وسمع برجل قائم، فعرف كلاً منهما بقلبه، ولم يعلم أن أحدهما هو الآخر، ويجوز قليلاً «كانَ القائم زيداً».

  وإن لم يكن أحدهما أعرف، فأنت مُخيَّر، نحو: «كان زَيْد أخا عمرو» و «كان أخو عمرو زيداً». ويُستثنى من مختلفي الرتبة، نحو: «هذا» فإنه يتعين للاسمية لمكان التنبيه المتّصل به فيقال: «كان هذا أخاك، وكان هذا زيداً» إلا مع الضمير، فإن الأفصح في باب المبتدأ أن تجعله المبتدأ وتُدْخِل التنبيه عليه؛ فتقول «هأنذا» ولا يتأتى ذلك في باب النَّاسخ؛ لأن الضمير متصل بالعامل؛ فلا يتأتى دخول التنبيه عليه، على أنه سمع قليلاً في باب المبتدأ «هذا أنا».

  واعلم أنهم حكموا لـ «أن» و «أنَّ» المقدَّرتين بمصدر معرف بحكم الضمير؛ لأنه قوله:


  قوله (ما يعرف به) أي: اسم الناسخ من خبره قوله: (كان زيد القائم) أي: وزيد كان القائم فتخبر عن الضمير بغيره ويمنع الإخبار بالضمير عن غيره على المختار. قوله: (نحو هذا) أي: كل اسم إشارة قرن بأداة التنبيه نحو هؤلاء وهذان وهاتان. قوله: (فإنه يتعين الخ) أي: ولو كان غيره أعرف قوله: (المكان) أي: لكون أي لوجود التنبيه أي فالتنبيه أداته تستحق الصدارة فتزيد قوة قوله: (فلا يتأتى دخول التنبيه عليه) أي: بل يدخل على اسم الإشارة الواقع خبراً فتقول كنت هذا بجعل مدخول ها التنبيه خبراً فلم يتعين للاسمية فمن ثم استثناه. قوله: (إنه سمع قليلاً) هذا هو خلاف إن فصح السابق.

  قوله: (واعلم أنهم حكموا الخ) تقدم ان المخاطب إذا كان يعلم الطرفين ويجهل النسبة بينهما، فإن كانا مختلفين في التعريف جعل الأعرف منهما اسماً للناسخ وغير الأعرف خبره على المختار، فعلى هذا المختار لا يخبر عن الضمير بما دونه في التعريف فتقول زيد كان القائم لمن عرفهما ولا تقول زيد كان القائم هو وذكر هنا أن المصدر