الأمور التي لا يكون الفعل معها إلا قاصرا
الأمور التي لا يكون الفعل معها إلا قاصراً
وهي عشرون:
  أحدها: كونه على «فَعُل» بالضم كـ «ظَرُفَ» و «شَرُف»، لأنه وَقْفٌ على أفعالِ السجايا وما أشبهها مما يقوم بفاعله ولا يتجاوزه، ولهذا يتحوَّلُ المتعدي قاصراً إذا حول وزنُهُ إلى «فَعُل» لغرض المبالغة والتعجب، نحو «ضَرُبَ» الرجلُ و «فَهُمَ» بمعنى: ما أَضْرَبَه وأَفهَمَه وسُمع «رَحُبَتْكم الطَّاعة»، و «أن بشراً طَلُعَ الْيَمَنِ»، ولا ثالث لهما، ووجههما أنهما ضُمنا معنى: «وَسِعَ» و «بَلَغَ».
  والثاني والثالث: كونه على «فَعَلَ» بالفتح أو «فَعِلَ» بالكسر وَوَصْفُهما على «فَعِيل»، نحو: «ذَلَّ» و «قَوِيَ».
  الرابع: كونه على «أفْعَلَ» بمعنى: صار ذا كذا، ونحو: «أَغَدَّ البعيرُ»، و «أَحْصَدَ الزرع» إذا صارا ذَوَيْ غُدَّة وحصاد.
  والخامس: كونه على «افْعَلَلَّ» كـ «اقْشَعَرَّ» و «اشْمَأَزَّ».
الأمور التي لا يكون الفعل معها إلا قاصراً
  أي: لازماً لا يتعدى أثره إلى مفعول قوله: (لأنه وقف على أفعال السجايا) أي: الطبائع أي قصر عليها ولا يتجاوزها إلى غيرها. قوله: (مما يقوم بفاعله ولا يتجاوزه) أي: فمن ثم لم يجيء متعدياً لأن التعدي يقتضي مجاوزة أثر فعل الفاعل لغيره. قوله: (ولهذا) أي: ولكونه وقف على أفعال السجايا وما شابهها قوله: (إذا حول) أي: المتعدي كضرب فإنه إذا حول لقصد المبالغة إلى فعل وقيل ضرب الرجل أي أن الضرب صار كأنه سجية له ولازم له فصار يتعجب منه. قوله: (سمع الخ) أي: قد تحويل الفعل سمع المتعدي لفعل مع بقائه على التعدي في فعلين قوله: (وإن بشرا الخ) سمع من علي بن أبي طالب والأول سمع من نصر بن سيار ولكن الذي سمع أرحبكم الدخول في طاعة الكرماء. قوله: (ولا ثالث لهما) أي ولا ثالث لهذين اللفظين مع كونهما محولين لفعل. قوله: (انهما أضمنا) أي: وتضمين القاصر معنى المتعدي يوجب تعدي ذلك القاصر. قوله: (أو فعل بالكسر) الأولى وفعل بالواو. قوله: (ووصفهما) أي: الوصف الآتي منهما على وزن فعيل نحو ذليل قوله: (ووصفهما على فعيل) أي: ليس إلا فلا يرد نحو علم فإن وصفه وإن جاء على عليم إلا أنه جاء على عالم أيضاً فهو متعدي. قوله: (أغد) أصله أغدد على وزن أفعل نقلت حركة العين للساكنين قبلها وأدغم أي صار ذا غدة.