النوع الحادي عشر: إجازتهم في بعض أخبار النواسخ
  إن «من» متعلّقة بـ «ياسا»، والصواب أن تعلّقها بـ «يئست» محذوفاً، لأن المصدر لا يوصف قبل أن يأتي معموله.
  وقال أبو البقاء في {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا}[المائدة: ٢]: لا يكون «يبتغون» نعتاً لـ «آمين»، لأن اسم الفاعل إذا وُصِفَ لم يعمل في الاختيار، بل هو حال من «آمين»، اهـ وهذا قول ضعيف، والصحيحُ جواز الوصفِ بعد العمل.
  النوع الحادي عشر: إجازتهم في بعض أخبار النَّواسِخ أن يتصل بالناسخ، نحو: ذلك «كان قائماً زيد»، ومنع في البعض، نحو: «إِنَّ زَيْداً قَائِم».
  ومن الوهم في هذا قولُ المبرد في قولهم: «إنَّ مِنْ أَفْضَلِهِمْ كَانَ زَيْداً» إنه لا أن يُحْمَلَ على زيادة «كان» كما قال سيبويه، بل يجوز أن تقدر «كان» ناقصة يجب واسمها ضمير «زيد»، لأنه متقدّم رتبة، إذ هو اسم «إِنَّ»، و «من أفضلهم»: خبر «كان»، و «كان» ومعمولاها خبر «إنّ»، فلزمه تقديم خبر «إنّ» على اسمها مع أنه ليس
  أي: ظهر واتضح والنوال العطاء قوله: (أزمعت) قال الكسائي يقال أزمعت الأمر، ولا يقال أزمعت عليه وقال الفراء أزمعته وأزمعت عليه بمعنى قوله: (أن من متعلقة بيأساً الخ) إنما كان هذا وهماً لما فيه من وصف الاسم المصدر قبل أن يأتي معموله. قوله: (قبل أن يأتي معموله) أي: ولو جعل متعلقاً بيأساً كان المصدر أعني يأساً موصوفاً بمبينا قبل عمله. قوله: (إذا وصف لم يعمل) ظاهره أن وصفه يمنع عمله سواء وصف قبل تمام العمل أو بعد تمامه. قوله: (جواز الوصف) أي: جواز وصفه بعد العمل لا قبله هذا وما ذكره المصنف من التفضيل أصح الأقوال في المسألة وهو قول البصريين والفراء ووجهه الوصف يزيل شبه الفعل أو يضعفه وذلك إنما يتحقق قبل العمل لا بعده إذ لا يمتنع إيقاع ما وقع، ثانيها قول الكسائي وباقي الكوفيين جواز الوصف مطلقاً، وثالثها ظاهر كلام ابن عصفور في المقرب المنع مطلقاً واختاره ابن مالك قوله: (أن يتصل بالناسخ) أي: وذلك كان وأخواتها قال في الخلاصة:
  وفي جميعها توسط الخبر أجز
  قوله: (ومنع ذلك في البعض) وهو أن وأخواتها قال في الخلاصة:
  وراع ذا الترتيب إلا في الذي ... كليت فيها أو هنا غير البذي
  وإنما جاز تقديم الخبر إذا كان ظرفاً لتوسعهم في الظرف ما لا يتوسع في غيره من كل شيء من المحدثات لا بد أن يكون في زمان أو مكان فصار مع كل شيء كقرينة، ولم يكن أجنبياً منه فدخل حيث لا يدخل غيره وأجري الجار والمجرور مجراه لمناسبة بينهما إذ كل ظرف في التقدير جار ومجرور والجار محتاج إلى الفعل ومعناه كاحتياج الظرف اهـ دماميني. قوله: (أن يتقدم) أي: على العامل.