حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والخامس عشر: التبليغ

صفحة 17 - الجزء 2

  ٣٥٠ - لَنَا الْفَضْلُ في الدُّنْيَا، وَأَنْفُكَ رَاغِمٌ، ... وَنَحْنُ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَفْضَلُ

  والخامس عشر: التبليغ، وهي الجارّة لاسم السامع لقول أو ما في معناه، نحو: «قلت له»، و «أذِنْتُ له»، و «فَسَّرْتُ له».

  والسادس عشر: موافقة «عَنْ»، نحو قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}⁣[الأحقاف: ١١] قاله ابن الحاجب وقال ابن مالك وغيره: هي لام التعليل؛ وقيل: لام التبليغ، والْتَفَتَ عن الخطاب إلى الغيبة؛ أو يكون اسم المقول لهم محذوفاً، أي قالوا لطائفة من المؤمنين لما سمعوا بإسلام طائفة أخرى. وحيث دخلت اللام على غير المقول له فالتأويل على بعض ما ذكرناه، نحو: {قَالَتْ


  علم أن اللام داخلة على الغائب أي إن الكفار يقول بعضهم لبعض أخباراً عن شأن الذين آمنوا لو كان خيراً الخ أي لو كان الإيمان خيراً ما سبقونا إليه بل كنا نسبقكم إليه. قوله: (للذين آمنوا) أي: إخباراً عن شأن الذين آمنوا وعن حالتهم أعني الإسلام وليس المراد إنهم نقلوا ذلك عنهم. قوله: (ما سبقونا إليه) أي: إلى الإسلام بل كنا المبادرين قبل المؤمنين لكنه ليس فيه خير لأنهم دائماً فقراء ونحن أغنياء فنحن على خير أكثر مما هم عليه قوله: (هي لام التعليل) فالمعنى لأجل ذم الذين آمنوا. قوله: (والتفت الخ) جواب عما يقال إنها لو كانت للتبليغ لقيل ما سبقمتونا إليه بالخطاب ولم يأت بالغيبة، وحاصل الجواب من وجهين الأول أنه التفت إلى الغيبة عن الخطاب الثاني إن اسم المقول لهم محذوف فقوله أو ليكون مقابل لقوله والتفت وقوله اسم المقول لهم محذوف صوابه اسم القول عنهم أو المقول فيهم، وأما المقول لهم فهو الداخلة عليه لام التبليغ فهو مذكور وهو الذين آمنوا، وقال الشمني إن اسم المقول لهم هو تاء الخطاب فحذفت تاء الخطاب الدالة على المقول لهم، وأتى بدل التاء بالواو فقوله محذوف أي من سبقونا. قوله: (عن الخطاب إلى الغيبة) أي: فالأصل ما سبقتمونا ثم إنه التفت وقال سبقونا.

  قوله: (إلى الغيبة) مرور على قول السكاكي أن الالتفات يكفي فيه مخالفة مقتضى الظاهر، وإن لم يسبقه طائفة أخرى. قوله: (أو يكون اسم المقول لهم محذوفاً) الأولى اسم المقول فيهم محذوفاً والأصل، وقال الذين كفروا للذين آمنوا لما سمعوا بالإسلام طائفة بعد أخرى لو كان خيراً الخ. قوله: (على بعض ما ذكرناه) أي: فهي إما لام التعليل


٣٥٠ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ١٤٣؛ والجنى الداني ص ١٠٢؛ وجواهر الأدب ص ٧٥؛ وخزانة الأدب ٩/ ٤٨٠؛ والدرر ٤/ ١٦٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٧٧؛ ولسان العرب ٢/ ٢٤ (حتت)؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٧٥؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩١).

اللغة: أنفك راغم: لاصق بالتراب دليل الهوان والذل.

المعنى: نحن الأفضل والأعلى مكانة في الحياة غصباً عنكم ونحن الأفضل أيضاً عندما تقوم القيامة، أي نحن الأفضل ديناً ودنياً.