حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· السين المفردة

صفحة 376 - الجزء 1

حرف السين المهملة

  · السين المفردة: حرف يختص بالمضارع، ويُخلّصه للاستقبال، وينزل منه منزلة الجزء؛ ولهذا لم يعمل فيه مع اختصاصه به، وليس مقطتعاً من «سوف» خلافاً للكوفيين، ولا مُدَّة الاستقبال معه أضيق منها مع سوف خلافاً للبصريين، ومعنى قول المعربين فيها «حرف تنفيس» حرف توسيع، وذلك أنها تقلب المضارع من الزمن


  حرف السين المهملة المفردة

  قوله: (حرف يختص بالمضارع) أي: فلا يوجد في غيره أصلاً. قوله: (ويخلصه للاستقبال) أي: إن كان قبل وجودها صالحاً له وللحال فإن قلت يقدح في ذلك قول الشاعر:

  فإني لست خاذلكم ولكن ... سأسعى الآن إذ بلغت أذاها

  فإن الآن للزمن الحاضر فيدافع الاستقبال وأجيب بأنه أريد بالآن التقريب لا حقيقة الحال اهـ دماميني قوله: (ويتنزل) أي: حرف السين منه أي من المضارع. قوله: (ولهذا) أي: لأجل التنزيل المذكور لم يعمل فيه لأن جزء الشيء لا يعمل فيه. قوله: (مع اختصاصه به) أي: مع أن القاعدة أن كل حرف اختص بقبيل حقه أن يعمل العمل الخاص به فتخلف العمل هنا لعارض، والحاصل أن المختص بالاسم يعمل الجر وبالفعل الجزم فيقال ما لم يعرض تنزيله منزلة الجزاء؛ لأن جزء الشيء لا يعمل فيه خلافاً للكوفيين. أي فإنهم ادعوا أن السين في سيقوم زيد مأخوذة من سوف فالتنفيس في الحقيقة إنما بسوف ولكن حذف ما عدا صدرها تخفيفاً ورجح ابن مالك مذهبهم بأنهم قد أجمعوا على أن سف وسو وسي فروع سوف فلتكن السين فرعها لئلا يلزم التخصيص من غير مخصص، ورده بعضهم بأنه لو كانت السين بعض سوف لكانت مدة التسويف بهما سواء وليس كذلك. بل هي بسوف أطول فكل واحدة منهما أصل برأسها. قوله: (أضيق منها مع سوف) أي: بل هي مساوية لسوف وتبع المصنف ابن مالك في ذلك واستدل على تساويهما بقوله تعالى: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ١٤٦}⁣[النساء: ١٤٦] {وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ١٦٢}⁣[النساء: ١٦٢] فقد توار السين وسوف في الآيتين وقد يجاب بأنه يمكن أن المعبر في حقهم بالسين السابقون الأولون بخلاف المعبر في حقهم بسوف. قوله: (ومعنى قول المعربين) أي: اقتداءً بسيبويه. قوله: (حرف تنفيس) أي: هي حرف الخ وهو مقول القول وقوله حرف توسيع خبر المحذوف أي حرف هو. حذف توسيع وهذه الجملة خبر لقوله ومعنى الخ جعلناه خبراً لمحذوف؛ لأن الخبر عين المبتدأ في المعنى وحرف التوسيع ليس نفس معنى قول المعربين. قوله: (وذلك) أي: وبيان ذلك أي كونها