حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لما): على ثلاثة أوجه

صفحة 165 - الجزء 2

  وقد يليها الاسم معمولاً لفعل محذوف يُفسره ما بعده، كقوله [من الطويل]:

  ٤٥٤ - ظُننتُ فقيراً ذَا غِنِّى، ثُمَّ نَلْتُه ... فلَمْ ذَا رَجَاءِ أَلْقَهُ غَيْرَ واهب

· (لما): عَلَى ثلاثة أوجه:

  أحدها: أنها تختص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضياً كـ «لم» إلا أنها تفارقها في خمسة أمور:

  أحدها: أنها لا تقترن بأداة شرط، لا يقال: «إن لما تقم»، وفي التنزيل: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ}⁣[المائدة: ٦٧]، {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا}⁣[المائدة: ٧٣].

  الثاني: أن منفيها مستمرُّ النَّفي إلى الحال، كقوله [من الطويل]:

  ٤٥٥ - فإن كُنتُ مَأكولاً فكُن خير آكل، ... وإلا فأُدْرِكْنِي وَلمَّا أُمَزْقِ


  (فقيراً) حال وذا غنى معمول ثان.

  (لما) قوله: (كلم) أي: فهي توافقها في أمور أربعة قوله: (انها لا تقترن بأداة شرط) والسر في ذلك أي العلة فيه أن لما لنفي قد فعل وما كان قد فعل لا يقع شرطاً وكذلك منفيها، وأما لم، فإنها لنفي فعل وفعل يقع شرطاً تقول ان فكذلك منفيها، وقال الرضى: إن العلة في عدم قرنها بأداة الشرط أنها فاصل قوي بين الحرف أو شبهه ومعموله ومراده بشبهه أسماء الشروط ووجه القوة أن بناءها أزيد من بناء لم وفي هذا إشعار بأن عامل الجزم أداة الشرط لا لم. قوله: (مستمر النفي إلى الحال) أي: حال التكلم ولا يلزم من هذا تقادم الماضي واستغراقه وقوله: إلى الحال، أي: لأن لما لنفي قد فعل وقد فعل تقرب إلى الحال فكذلك منفيها بخلاف لم فإنه لنفي فعل وفعل لا يقرب للحال فكذلك منفيها. قوله: (فإن كنت الخ) تمثل به عثمان وهو محصور يخاطب علياً وهو للممزق


= في الجنى الداني ص ٢٦٩؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٦؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٦).

اللغة: مغانيها: ربوعها القفر: الأرض الخالية. تؤهل: تسكن.

المعنى: لقد رحل قوم المحبوبة وهي معهم، فخلت الديار وكأنها ما ضمت بين جنباتها ناساً قط، بل كانت مرتعاً للوحوش.

٤٥٤ - التخريج البيت بلا نسبة في (خزانة الأدب ٩/ ٥).

المعنى: ظننت غنياً في حال كوني فقيراً، ثم نلت الغنى، فصرت بعد ذلك لا أجد محتاجاً إلا أعطيته.

٤٥٥ - التخريج: البيت للممزّق العبدي في (الاشتقاق ص ٣٣٠؛ والأصمعيات ص ١٦٦؛ وجمهرة اللغة ص ٨٢٣؛ وخزانة الأدب ٧/ ٢٨٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٨٠؛ والشعر والشعراء ١/ ٤٠٧؛ ولسان العرب ١٠/ ٣٤٣ (مزق)، ١١/ ٢١ (أكل)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩٠؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٨١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٥).