تنبيهان - أحدهما
  وعند تميم في باب «لا»، فيقال: «لولا قيامُ زَيْدِ» و «لا قِيامَ» أي: موجود، ولا يقال «لولا زيد» ولا «لا رَجُلَ» ويراد قائم؛ لئلا يلزم المحذور المذكور؛ وأما «لَوْلَا قَوْمُكِ حَدِيثُو عَهْدِ» فلعله مما يروى بالمعنى؛ وعن الكسائي في إجازته الجزم بأنه يقدِّرُ الشرط مثبتاً مدلولاً عليه بالمعنى لا باللفظ، ترجيحاً للقرينة المعنوية على القرينة اللفظية، وهذا وجه حسن إذا كان المعنى مفهوماً.
  ***
  تنبيهان - أحدهما: أن دليل الحذف نوعان: أحدهما: غير صناعي، وينقسم إلى حالي ومقالي كما تقدّم؛ والثاني: صِنَاعِي، وهذا يختص بمعرفته النحويون، لأنه إنما عُرف من جهة الصناعة، وذلك كقولهم في قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١}[القيامة: ١] إن التقدير: لأنا أقسم؛ وذلك لأن فعل الحال لا يقسم عليه في قول البصريين؛ وفي «قمْتُ وأصكَ عَيْنه» إن التقدير: وأنا أصك، لأن واو الحال لا تدخلُ على المضارع المُثبت الخالي من «قَدْ»؛ وفي «إنها لإبل أم شاء» إن التقدير: أم هي شاء، لأن «أم» المنقطعة لا تعطِفُ إلا الجمل؛ وفي قوله [من الخفيف]:
  إلا لولا كرم زيد أي موجود مثلاً قوله: (فلعله الخ) فيه أن هذا فتح باب لرد الاستدلال بحديث رسول الله والذي فتحه أبو حيان فكان يرد على ابن مالك في كل حديث استدل به بذلك الرد. قوله: (فلعله ما يروي المعنى) أي: لعله من جملة الأحاديث المروية بالمعنى، وحينئذ فلا يكون فيه دليل لاحتمال أن لا يكون هذا لفظه عليه الصلاة والسلام وهذا مما يؤدي إلى عدم الاستدلال بالأحاديث النبوية على الأحكام النحوية على القول بجواز نقل الحديث بالمعنى لتطرق الاحتمال المذكور إلى كل حديث استدل به منها، وقد اتخذ أبو حيان هذا المعنى وزراً له في الرد على ابن مالك حيث استدل على بعض أحكام النحو بالألفاظ الحديثية اهـ دماميني.
  قوله: (وعن الكسائي) أي: ويجاب عن الكسائي قوله: (والصناعة) أي: صناعتهم. قوله: (لا أقسم) هو بلام مفتوحة وبعدها همزة مضمومة فقاف ساكنة ولكن ترسم اللام لام ألف بزيادة ألف بعدها والهمزة بعدها بصورة ألف ويقرأ بدرج اللام مع الهمزة من غير إشباع فتحة اللام إذ الاستشهاد إنما هو على هذه القراءة. قوله: (ان التقدير لأنا الخ) أي: فاللام لام الابتداء داخلة على مبتدأ محذوف فلا يصح أن تكون للقسم لأن الفعل للحال والفعل الذي للحال لا يقسم به ولا تصح تلك اللام إلا على جعلها لام الابتداء فالصناعة دلت على حذف المبتدأ قوله: (لأن فعل الحال) أي: الفعل الدال عليه. قوله: (لا يقسم عليه) أي: لا يقسم به فعلى بمعنى الباء، وقوله لأن الخ علة لمحذوف أي واللام للابتداء لا للقسم لأن الخ. قوله: (لا تعطف إلا الجمل) لو قال لا