حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (إذ) على أربعة أوجه

صفحة 219 - الجزء 1

  بتقدير: فما قالوا له؟ فما قال لهم؟ ومَنْ روى «ثلاثَةٌ» بالرفع لم يجز عنده كون الحال من فاعل «سَرْرتني»، لخلو «تَرُعْني» من ضمير ذي الحال.

  ***

· (إذ) على أربعة أوجه:

  أحدها: أن تكون اسماً للزمن الماضي، ولها أربعة استعمالات:

  أحدها: أن تكون ظَرْفاً، وهو الغالب، نحو: {فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[التوبة: ٤٠].

  والثاني: أن تكون مفعولاً به نحو: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ}⁣[الأعراف: ٨٦].

  والغالب على المذكورة في أوائل القَصَص في التنزيل أن تكون مفعولاً به، بتقدير «اذكر»، نحو: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ}⁣[البقرة: ٣٠] وغيرها، {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ}⁣[البقرة: ٣٤] وغيرها، {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ}⁣[البقرة: ٥٠]. وبعض المعربين


  النفي الأول عليه، والمعنى لم تسررني يوماً بوصال فلم ترعني ثلاثة أيام بصدود وليس هذا هو المراد، فإن قلت لا مانع من تسلط النفي عليه فيسلط ويستقيم المعنى؛ قلت: هذا وإن كان ممكناً لكن فيه احتمال غير المقصود مع ارتكاب حذف العاطف ففيه بعد اهـ. دماميني. قوله: (فما قالوا) راجع لقوله قالوا قوله: (فما قال) راجع لقوله قال أعوذ. قوله: (لخلو ترعني الخ) ما لم يقدر منك وإلا استقامت. قوله: (من ضمير ذي الحال) أي: وهو ضمير المخاطب قلت ويجوز أن يكون التقدير عند هذا القائل لم ترعني منك ثلاثة بصدود فيحصل الربط باعتبار المحذوف اهـ دماميني.

  (إذ) قوله: (أن تكون اسماً للزمن الماضي) أي: موضوعة للدلالة على الزمن الماضي. قوله: (أربع استعمالات) ترك التاء لأن الاستعمال بمعنى الحالة أو إنه جعل الاستعمالات جمع استعمالة لا جمع استعمال، وفي نسخة أربعة استعمالات وهي ظاهرة لأن استعمالات جمع استعمال وهو مذكر قوله: (أن تكون ظرفاً) أي: متصرفاً لأنها تارة ترى ظرفاً وغير ظرف قوله: (إذ أخرجه الخ) ظرف لنصره وأسند الإخراج إلى الكفار لأنهم لما هموا بإخراجه أذن الله له في الخروج فكأنهم أخرجوه. قوله: (أن تكون مفعولاً به) أي: لفعل مذكور كما في {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا} أي اذكروا نفس هذا الوقت أو مقدر كما في {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ}. قوله: (وإذ قال ربك الخ) أي: اذكر وقت قول ربك للملائكة إن قلت إن هذا الإضمار لا قرينة على تقدير هذا الفعل بخصوصة أجيب بأن كثرة وروده في القرآن منصوباً به يكفي قرينة قوله: (وإذ فرقنا بكم البحر) أي: واذكروا إذ