تنبيه
  ٥٧٩ - أَلاَ يَا نَخْلَةٌ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ، ... عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلَامُ
  والخامس عشر: عطف المخفوض على الجِوَارِ، كقوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ}[المائدة: ٦]، فيمن خفض «الأرجل»، وفيه بحث سيأتي.
تنبيه
  زعم قوم أن الواو قد تخرج عن إفادة مطلقِ الجمع، وذلك على أوجه:
  أحدها: أن تُستعمل بمعنى «أو»، وذلك على ثلاثة أقسام؛ أحدها: أن تكون
  قوله: (نخلة) كناية عن المرأة وبعده:
  سألت الناس عنك فخبروني ... هنا من ذاك يكر هه الكرام
  وليس بما أحل الله بأس ... إذ هو لم يخالطه الحرام
  ولا يعلم قائله ونسبه بعضهم للأحوص، وفي التفتازاتي على المفتاح أن هذا غير خاص بالواو، وقال تقديم المعطوف جائز بشرط الضرورة وكون العاطف أحد الخمسة الواو، والفاء وثم وأو ولا وجعل بعضهم العطف على الضمير في متعلق عليك بلا فصل. قوله: (ورحمة الله السلام) أي: فالأصل عليك والسلام ورحمة الله. قوله: (وأرجلكم) بالجر أي فهو معطوف على وجوهكم لأنها هي التي تغسل وجره لمجاورته للمجرور فإعراب أرجلكم منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الجوار أي الحركة الناشئة عن الجوار. قوله: (وفيه بحث) حاصله أن الجر على الجوار إنما يكون في النعت كثيراً وفي التوكيد قليلاً، وأما في النسق فلا يكون فيه ذلك لأن العاطف يمنع من المجاورة فالأولى حمل قراءة الجر على مسح الخف أو أن مسح المسح بالنسبة للأرجل الغسل الخفيف دفعاً للسرف لأنها مظنته. قوله: (سيأتي) أي: في القاعدة الثانية من الباب الثاني.
  قوله: (على أوجه) أي ثلاثة إما بمعنى أو أو باء الجر أو لام التعليل قوله: (على أوجه ثلاثة) الإباحة والتخيير والتقسيم.
٥٧٩ - التخريج: البيت للأحوص في (ديوانه ص ١٩٠ (الهامش)؛ وخزانة الأدب ٢/ ١٩٢، ٣/ ١٣١؛ والدرر ٣/ ١٩، ١٥٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧٧؛ ولسان العرب ٨/ ١٩١ (شيع)؛ ومجالس ثعلب ص ٢٣٩؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٢٧؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٣٨٦؛ والدرر ٦/ ٧٩، ١٥٦؛ وشرح التصريح ١/ ٣٤٤؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٨٠٥؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧٣، ٢٢٠، ٢/ ١٣٠، ١٤٠).
اللغة: ذات عرق: اسم مكان بالحجاز وهو أحد مواقيت الحج المكانية.
المعنى: الشاعر ينادي من يتغزل بها، فيقول: أيتها المرأة المقيمة في ذات عرق السلام عليك ورحمة الله.